حصار حلب .. صورة تذكارية للعدوان الثلاثي

حصار حلب .. صورة تذكارية للعدوان الثلاثي
في صورة تختزل الجهات التي اجتمعت على محاصرة 300 ألف مدني في أحياء حلب الشرقية، ظهر قيادي كبير في ميليشيات الحرس الثوري الإيراني إلى جانب قائد عسكري في قوات الأسد يتوسطهم قيادي في تنظيم "وحدات الحماية" الكردية، وذلك في صورة تذكارية بحي "بني زيد" شمال مدينة حلب.

يؤكد ناشطون أن القيادي في ميليشيا "الحرس الثوري" هو المدعو الحاج خالد الملقب "أبو حسين"، متزعم ميليشيا "لواء الباقر الإيراني" وهو مقرب من قائد "فيلق القدس" الإيراني الجنرال "قاسم سليماني".

كذلك نشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً جديداً توثق تواجد عناصر من ميليشيات شيعية في المناطق التي احتلتها ميليشيات إيران مؤخراً في شمال مدينة حلب.

حلب في أحلام خامنئي

يتصدر احتلال مدينة حلب من قبل إيران وميليشياتها الطائفية أهم أولوياتها الاستراتيجية والتاريخية والعقائدية ، خصوصاً أن ملالي طهران يعتبرون حلب ضمن حدود الدولة الشيعية الكبرى، الأمر الذي دفع مرشد إيران خامنئي ليطلب من "قاسم سلماني" الاستيلاء على حلب حتى لو كلفه الأمر مائة ألف جندي إيراني.

وهنا لابد من التذكير، بتصريح كبير مستشاري مستشار قائد فيلق العميد "أيراج مسجدي" مؤخراً، الذي اعتبر أن مدينتي "حلب والفلوجة العراقية" تحديداً من الخطوط الأمامية لما وصفها بـ"جبهة المقاومة الإسلامية"، وأن قوات الحرس الثوري والباسيج (قوات التعبئة الشعبية) ستبقى في ساحات القتال حتى القضاء على آخر عنصر "تكفيري" وفق وصفه، تصريح يفسر الكلفة البشرية الكبيرة التي منيت بها ميليشيات الحرس الثوري في نيسان الماضي، والتي تؤكد حجم التواجد البشري الكبير لإيران وميليشياتها في حلب ومحيطها، والذي يقدر بأنه أكبر تواجد عسكري لإيران خارج حدودها. 

وضاعفت إيران من قواتها العسكرية النظامية في سوريا بداية العام الحالي لشن هجمات واسعة في ريف حلب بدعم من الغارات الروسية، كما عززت ميليشيات الحرس الثوري من تواجدها في محيط حلب، عبر نشر آلاف المرتزقة الشيعية التي استقدمتهم من العراق ولبنان وأفغانستان وباكستان، إلى جانب تعزيز قدرتتها العسكرية بوحدات مدفعية وطيران الجيش والهندسة والطائرات بلا طيار وقادة استخبارات وعمليات، إضافة إلى وحدات قتالية.

في مطلع الشهر الخامس من السنة الحالية، زودت المقاومة الإيرانية المعروفة بـ "منظمة مجاهدي خلق" وثائق لـ"أورينت نت" تثبت أن عدد مجمل قوات النظام الإيراني وميليشياته في سوريا تجاوز 70 ألف عنصر، وهم 8 إلى 10 آلاف قوات الحرس الثوري، و 5 إلى 6 آلاف عنصر من قوات الجيش الإيراني النظامي، بينما يبلغ عدد عناصر الميليشيات العراقية حوالي 20 ألف شخص ينتمون إلى عشر مجموعات، أما الميليشيات الأفغانية (الفاطميون): 15 إلى 20 الف، وميليشيا حزب الله اللبناني 7 إلى 10 آلاف، والميليشيات الباكستانية (زينبيون) والفلسطينيون ومن الدول الأخرى ما بين خمسة آلاف وسبعة آلاف، أكثر من نصف مجمل هذه الميليشيات تتواجد في حلب وريفها.

الأسد وروسيا في سباق مع الزمن

من جهته، يدخل نظام الأسد وروسيا في سباق مع الزمن، بهدف إنهاء تواجد الثوار في العاصمة الاقتصادي لسوريا، خصوصاً بعد تصريح وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" عن خطوات حاسمة ستتخذ في سوريا في مطلع شهر آب القادم منذ أيام لافتاً حيث أكد شكوك المراقبين حول انجاز خطة روسية أمريكية والبدء بتنفيذها، وكأن موسكو تلقت من واشنطن الإشارة لإنهاء ترتيباتها الجيوسياسية في سوريا، لتشن طائرات العدوان الروسي ونظام الأسد مئات الغارات الجوية، تركزت على القطاعات الخدمية من أفران ومدارس والأحياء السكينة إلى جانب خمسة مستشفيات، وهي البيان والدقاق والزهراء النسائي والحكيم التخصصي، وبنك الدم المركزي في حي الشعار، بالإضافة إلى مقر الطبابة الشرعية، وذلك بهدف تهجير وإفراغ المدينة من سكانها، وذلك بعد أسبوع من احتلال ميليشيات الشيعية وقوات الأسد طريق الكاستيلو، ليطبق الحصار على الايحاء المحررة في مدينة حلب الشرقية.

تنظيم "الوحدات"  توسيع مناطق النفوذ

من جانب آخر، استغل تنظيم "وحدات الحماية" الكردية حالة الحصار التي فرضتها ميليشيات إيران وقوات الأسد في حلب لتوسع مناطق نفوذها هناك، حيث احتلت قبل أيام مواقع الثوار في محيط حي الشيخ مقصود شمالي مدينة حلب، وسيطرت على أجزاء من حي الأشرفية المجاور، وكامل منطقة السكن الشبابي في حي الأشرفية إثر هجوم على مواقع تمركز الثوار في المنطقة، وذلك بغطاء جوي من طائرات العدوان الروسي.

وبعد قضم تنظيم "الوحدات" تلك المناطق المحررة أصبح عبور الثوار والمدنيين إلى منطقة دوار "الجندول" ومخيم "حندرات" ومشفى "الكندي" عرضة للاستهداف بعد رصدها الطريق من خلال الأبنية التي سيطرت عليها حديثاً.

تركيا غارقة في إعادة ترتيب بيتها الداخلي

في المقلب الآخر، تتزامن الأحداث الدراماتيكية المتلاحقة والتي تهدد بسقوط مدينة حلب، مع انشغال "أصدقاء" الثورة السورية بملفات عدة بعيدة عن سوريا، فتركيا غارقة الآن في إعادة ترتيب بيتها الداخلي، وذلك بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة التي وقعت في البلاد منتصف الشهر الجاري، والسعودية تركز اهتمامها حالياً على الملف اليمني، بينما تنشغل فرنسا وألمانيا وبريطانيا في تحصين نفسها من هجمات إرهابية جديدة، أما الولايات المتحدة الذي كان موقفها أقرب إلى التواطئ تدخل في دوامة معركة الانتخابات الرئاسية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات