الاتفاق "الأميركي – الروسي": البراميل المتفجرة مقابل "النصرة"

الاتفاق "الأميركي – الروسي": البراميل المتفجرة مقابل "النصرة"
تضع كلاً من روسيا وأمريكا اللمسات الأخيرة على اتفاق جديد يدعو إلى تعزيز التعاون العسكري بين واشنطن وموسكو ضد تنظيم "الدولة الإسلامية وجبهة النصرة" في سوريا، وذلك مقابل ممارسة روسيا ضغوطاً على نظام الأسد لوقف قصف المناطق المحررة.

خطوات حاسمة

وأعرب وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف"، اليوم الثلاثاء، عن قناعته بأن الاتفاقات التي تم توصل إليها مؤخراً مع نظيره الأمريكي جون كيري، من شأنها أن تضمن فصل "المعارضة السورية المعتدلة" عن "جبهة النصرة".

وأردف قائلاً: "إننا بحثنا ما يجب علينا أن نقوم به لكي يبدأ تنفيذ هذه الاتفاقات في إطار عمليات القوات الجوية والفضائية الروسية وسلاح الجو الأمريكي والتحالف الدولي الذي يقوده".

من جهته، أكد كيري وجود خطوات حاسمة بشأن الحل في سوريا ستعلن في الأول من الشهر القادم.

وأضاف كيري : "لافروف وأنا سنلتقي في اجتماعات مقبلة لمناقشة المخاوف من الخطة السورية".

هذا ومن المقرر أن يعقد المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا ونائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف والمبعوث الأميركي إلى سوريا مايكل راتني اجتماعاً ثلاثياً في جنيف اليوم لـ "البناء على التقدم" الذي حصل في المفاوضات الأميركية - الروسية للتوصل إلى اتفاق عسكري يتضمن وقفاً لإطلاق النار لا يشمل "جبهة النصرة" و "داعش" مع تعهد موسكو منع الطيران السوري من قصف مناطق المعارضة باستثناء الحالات الدفاعية.

"اتفاق مقايضة"

وفي السياق، نقلت صحيفة "الحياة" اللندنية عن مسؤول غربي رفيع المستوى قوله إن "المفاوضات الأميركية - الروسية تركزت في الأيام الماضية على مسودة الاتفاق العسكري التي سلمها وزير الخارجية جون كيري إلى موسكو قبل أسبوعين، وأنه "في حال حصل اتفاق عسكري على خفض العنف، وقف النار لا يشمل (التنظيمات الإرهابية)، فسيكون هذا مفتاحاً يمكن البناء عليه في المجال السياسي لاستئناف مفاوضات جنيف بين وفدي النظام والمعارضة لبحث الانتقال السياسي".

ولفت المسؤول الغربي إلى وجود "مصلحة لدى الروس في محاربة جبهة النصرة مقابل وجود مصلحة لدى واشنطن بخفض العنف وقصف قوات النظام للفصائل المعتدلة والتركيز على محاربة جبهة النصرة".

ورجحت الصحيفة توصل الوفدين الأميركي والروسي اللذين ضمّا خبراء عسكريين وأمنيين ومن مجلس الأمن القومي الأميركي، إلى اتفاق على مقايضة "وقف النظام قصف مناطق المعارضة مقابل التعاون الأميركي - الروسي لمحاربة النصرة".

النصرة وفك الارتباط

كذلك نقلت الصحيفة عن مسؤول مطلع على المفاوضات تأكيده أن أسئلة كثيرة تطرح حول مدى قدرة موسكو على إقناع النظام السوري بالتعاطي الفعلي إيجاباً مع الاتفاق في حال تم إعلانه وقدرة واشنطن على الضغط على حلفائها الإقليميين لإبعاد فصائل معارضة عن "النصرة"، خصوصاً في ريفي إدلب وحلب. 

في هذه الأثناء، قالت مصادر في المعارضة إن دولاً إقليمية جددت في الأيام الأخيرة ضغوطها على قياديين في "جبهة النصرة" لفك ارتباطها بتنظيم "القاعدة" على أمل فصل غالبية العناصر المحليين الذي يشكلون نحو 90 في المئة عن "المهاجرين"، لتجنب محافظة إدلب مزيداً من القصف، علماً أنها تحت سيطرة "جيش الفتح" الذي ضم "النصرة" وفصائل أخرى منذ ربيع العام الماضي.

بنود الاتفاق

وعلى ضوء المفاوضات بين واشنطن و موسكو، تكثفت اتصالات موازية بين روسيا ونظام والأسد في الأيام الأخيرة، لبحث مسودة الاتفاق الأميركي - الروسي بسبب اعتراض النظام على ما جاء في المسودة إزاء ضرورة إبلاغ غرفة العمليات بمواعيد تحركات قواته البرية وجدول عملياتها الهجومية، وجاء في المسودة أيضاً: "طيران النظام السوري ممنوع من التحليق فوق المناطق المحددة التي تتضمن مناطق النصرة أو مناطق في حضور قوي للنصرة أو المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة أو تضم بعض عناصر النصرة باستثناء عمليات الإخلاء الطبي والعمليات الإنسانية". وتوقع المسؤول أن "تضغط موسكو على واشنطن لتليين بعض عناصر الاتفاق كي تستطيع تمريرها في دمشق وطهران، إضافة إلى ممارسة روسيا الضغوط عليهما لأنه بات واضحاً أن قوات الأسد والعناصر الإيرانية الموالية لها، لا تستطيع تحقيق مكاسب حقيقية على الأرض من دون الدعم الجوي الروسي، وهذه نقطة نفوذ روسي على دمشق وطهران".

ونصائح إلى المعارضة بالموافقة الفورية على الاتفاق

وفي حال أعلن الاتفاق العسكري، يشكل هذا فرصة لإطلاق المسار السياسي مع بقاء الخلاف بين واشنطن وموسكو حول جوهر العملية السياسية بين تمسك الجانب الأميركي بـ "الانتقال السياسي" يتضمن الحفاظ على المؤسسات السورية مع إصلاحها ينتهي بخروج بشار الأسد، واقتراح الجانب الروسي تشكيل "حكومة وحدة وطنية موسعة" يمكن تسميتها "حكومة انتقالية" ورفض تنحي الأسد.

الجديد هو اقتراب إضافي من كيري نحو مقاربة نظيره الروسي سيرغي لافروف بالتركيز على أولوية محاربة الإرهاب والاتفاق العسكري بين الجانبين أولاً ثم بحث العملية السياسية، الأمر الذي سيكون في صلب اللقاء الثلاثي في جنيف اليوم لرمي الكرة في ملعب وفدي النظام و "الهيئة التفاوضية العليا" المعارضة. 

وفي السياق، ذكرت الصحيفة أن "الهيئة التفاوضية" تلقت نصائح من حلفائها بضرورة الإعلان فوراً عن تأييد الاتفاق الأميركي - الروسي في حال إنجازه مع مطالبة موسكو تحسين موقفها وضمان وقف طيران النظام قصف المديين ومناطق المعارضة والضغط لفك الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية. 

في المقابل، كان لافتاً خروج مصدر مسؤول في وزارة خارجية النظام ليؤكد أن "النظام مستعد لمواصلة الحوار السوري - السوري من دون شروط مسبقة، إضافة إلى "تنسيق العمليات الجوية المضادة للإرهاب بموجب الاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة"، وفق وكالة الأنباء "سانا" الرسمية.

التعليقات (4)

    سوري حر

    ·منذ 7 سنوات 8 أشهر
    هناك حرب صليبية يتم شنها على الشعب السوري وإنا مرة في التاريخ البوتستانت والكاثوليك الممثل لأمريكا و الأرثوذكس الممثل بروسيا في بادئ الأمر استهداف داعش فتم استهداف النساء و الأطفال و اليوم النصرة وبعد غد سيتم استهداف الفصائل الباقية ثم استهداف المعارضة المعتدلة ومسح الثورة وسحق الشعب وابادته

    أمريكا رأس الإرهاب العالمي

    ·منذ 7 سنوات 8 أشهر
    كله ضحك ع اللحى ..وهدف الويلات الأمريكية القضاء على الثورة السورية وتدمير سورية وذبح وقتل السورين ﻷنهم طالبوا بإسقاط نظام علوي الصفيوصهيوني رفعت الأقلام وجفت الصحف

    محمد

    ·منذ 7 سنوات 8 أشهر
    اكلت يوم اكل الثور الأبيض مفهومه عليهم تقديم مابعد خطتهم مالخطوات فرق تسود

    علاء

    ·منذ 7 سنوات 8 أشهر
    في ظل تقدم النظام على كافة الجبهات يبدو ان الموقف التفاوضي للمعارضة ضعيف جدا
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات