الرد على الانقلابيين بنقل المعركة من الداخل لعدو الخارج في الشام

الرد على الانقلابيين بنقل المعركة من الداخل لعدو الخارج في الشام
من الطبيعي أن ينشغل صانع القرار والحكم التركيين بشأنه الداخلي بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة، ومن الطبيعي أيضاً أن ينكب خصومه وأعداؤه في الخارج على توظيف مخرجات المحاولة الانقلابية الفاشلة خدمة لسياساتهم وأجنداتهم إن كان في سوريا أو في خارجها، ولكن الأهم هو أن يدرك صاحب القرار التركي أن المحاولة الانقلابية الفاشلة امتداداتها السورية لا تقل خطورة عما  هي في تركيا، وأن الجيش الثاني الذي كان معنياً بحماية الحدود  التركية ـ السورية هو جيش انقلابي عانت منه الفصائل السياسية والعسكرية السورية، كما نقل الكثير من الشهادات والروايات عن ممارساته ضد الثورة والثوار، وعرقل بدوره كثيراً من مصالح الثورة ومصالح تركيا نفسها في حرب العصابة الطائفية بالشام، وهو أمر طبيعي ومفهوم الآن، في ظل انكشاف دور قائده الانقلابي على حكومة شرعية كانت ولا تزال تؤيد الثورة السورية، فتم القبض عليه ضمن أكثر من 108 جنرال وأدميرال من أصل 385 جنرالاً وأدميرالاً تركيا بشكل عام .

سعت روسيا وأميركا على الفور إلى التنسيق فيما بينهما بعيداً عن مصالح تركيا وعن مصالح الدول الأخرى المؤيدة للثورة وذلك لتوحيد موقفيهما من أجل التوصل لاتفاقهما، في الحرب على داعش والنصرة، وذلك من أجل إفساح المجال أمام العصابة الطائفية لتتمدد، و تتمدد أذرعها الأخرى كحزب الاتحاد الديمقراطي وغيره من المليشيات الطائفية، تماماً كما حصل قبل أشهر حين تباكى البعض على وجود جبهة النصرة في الريف الحلبي الشمالي ، فطالبوها بإخلائه بغية أن تتفرغ فصائل هلامية غير موجودة بالغالب على أرض الواقع من  الجيش الحر لقتال تنظيم الدول وغلاة الأكراد، ولكن ما إن أخلت جبهة النصرة مواقعها حتى اجتاحت قوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية، بدعم أميركي وروسي وفرنسي وبريطاني وووو مناطق الريف الشمالي، واليوم تتكرر المأساة بمطالبة البعض خبثاً أو سذاجة جبهة النصرة بإخلاء إدلب خشية من أن يدكها طيران التحالف الدولي كما حصل في منبج وغيرها من مجازر، لتتكرر بذلك مأساة سيطرة غلاة الأكراد على الريف الحلبي الشمالي  في إدلب..

بموازاة ذلك كشفت تقارير صحافية عن تحريك ثلاثة آلاف مقاتل شيعي من الحشد الشيعي العراقي وقد يصل العدد إلى خمسة آلاف  مقاتل للتوجه للقتال في حلب، إذ أنهم يسعون إلى فرض حزام بين سوريا و تركيا المستقبل، رافقه اقتراب روسي نحو تركيا وتسريبات روسية من أن الاستخبارات الروسية هي من سربت مكالمات الانقلابيين، وكشفتهم لصالح أردوغان،  وهو ما لا يمكن لأحد تأكيده ، ولكن الواضح أن روسيا تسعى إلى استثمار الانكفاء التركي داخلياً وانشغالها بالصراع مع الانقلابيين  للتفرغ لرسم صورة سوريا كما يحلو لها، وما على الأخيرة إلا أن تتحرك بسرعة قبل فوات الأوان، وقبل فرض سياسات أمر واقع، تحتاج غداً أضعاف ما تحتاجه اليوم،  فسلام الداخل يعني سلام الخارج، والعكس صحيح،  وينبغي  التذكير هنا بقصة تاريخية رائعة ذات دلالة حين أصر سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه على إنفاذ بعث أسامة بن زيد إلى الشام لقتال الروم بعد وفاة النبي عليه السلام، وجاء الإصرار على الرغم من أن سيدنا أبا بكر كان مشغولاً بالعدو الداخلي وهم المرتدون من مانعي الزكاة،  وحين أصر ابو بكر على القتال على الجبهتين كان الرعب قد دب في نفوس المرتدين بقولهم لو لم يكن لأبي بكر القوة  والقدرة الكبيرة للقتال على الجبهتين  لما أنفذ بعث أسامة رضي الله عنه لقتال الروم وهو مهموم ومشغول بقتال المرتدين..

ليس هناك سبيل أمام الثورة السورية وداعميها إلا قلب الطاولة وفرض قواعد سياسية وعسكرية جديدة، أما التعامل مع الوضع وفقاً لقواعدهم السياسية والعسكرية التي وضعوها ووضعوا بدائل عنها، فهذا خطأ وخطر جسيمين، ولعل من السيناريوهات المقترحة الابتعاد عن قضية الحديث عن فك ارتباط جبهة النصرة عن القاعدة، لأن هذا الأمر ليس بيد أحد أن يفعله إلا النصرة والقاعدة، وهو ليس بالسهولة بمكان أن يتم اتخاذ قرار بشأنه، ولكن ما في أيدي الثورة السورية  الآن هو الضغط من أجل تحريك جبهة دمشق وجبهة الجنوب، وتحميل الفصائل الموجودة والمنتشرة في تلك الجبهات مسؤولية عربدة العصابة الطائفية وسدنتها وداعميها من اللاعبين الاقليميين والدوليين،  فهذا كفيل لقلب قواعد اللعبة وفرض قواعد اشتباك ثورية جديدة، يكون فيها الثوار المطرقة وغيرهم السندان، أما أن يلقي كل فصيل التهم والمشاكل والأخطاء على هذا الفصيل أو ذاك فهو محاولة للتهرب من واجباته ووظائفه، وهو ما يذكرنا بسياسة أدمنت عليها العصابة الطائفية لعقود من أن تحرير فلسطين لا بد أن يسبقه تطهير سوريا من العملاء والرجعيين وهو أمر من سابع المستحيلات تحقيقه، ويتكرر اليوم هذا مع بعض الفصائل التي تطالب بفك ارتباط النصرة من القاعدة والقضاء عليها كمقدمة لتحركهم بإسقاط العصابة الطائفية، مما يعني إعفاء هذه الفصائل من واجباتها وتحميل مسؤولية تعثر الثورة لغيرها..

لا تتحد الجبهة الداخلية إلا تجاه الأعداء في الخارج، ولا ينشغل الجيش التركي وغيره بشيء  كإشغاله في مجال وحيز عمله الحقيقي ومبرر وجوده وهو قتال العدو الخارجي، يومها ينشغل عن انقلاباته وتآمراته، أما معالجة الآثار العميقة والخطيرة للانقلاب الفاشل ولارتداداته فلن تكون إلا بخلق عدو خارجي وهو موجود أصلاً، ويعتبر أس ولب المشاكل التركية، ألا هو بالعصابة الطائفية بالشام وما جلبته من احتلالات أجنبية ومليشيات طائفية على حدود تركيا، بما يهدد أمن وسلامة واقتصاد تركيا، ولنا في تحريك رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش الصحابة يوم الإفك،  فساروا المسافات الطويلة، فهدّهم التعب، وناموا وانشغلوا عن الحديث ووسوسات المنافقين وأصحاب الأغراض الدنيئة التي تريد أن تنال من الصحابة وزوجة النبي عليه الصلاة والسلام..

التعليقات (11)

    Iابو تحسين

    ·منذ 7 سنوات 8 أشهر
    كيف تريد لتركيا ان تنقل معركتها للشام. هل تريد لتركيا ان تحارب امريكا وروسيا وايران واسرائيل والاكراد والنظام دفعة واحدة

    الربيع الاسلامي

    ·منذ 7 سنوات 8 أشهر
    اوافقك الرأي ،ولن يكون الا بعد تنظيف الجبش وهيكلته من جديد ،،ويمكن التدخل بشكل غير مباشر بمد الثوار بالسلاح المضاض للطيران ،لان ثوار سوريا لا ينقصهم العدد ،بحتاجون للدعم المادي واللوجيستي ..

    الربيع الاسلامي

    ·منذ 7 سنوات 8 أشهر
    صدقت... ممكن امداد الثوار بسلاح مضاض للدروع والطائرات

    الربيع الاسلامي

    ·منذ 7 سنوات 8 أشهر
    صدقت... ممكن امداد الثوار بسلاح مضاض للدروع والطائرات

    نواف الجبوري

    ·منذ 7 سنوات 8 أشهر
    بوركت دكتور وبورك قلمك

    عبدالله

    ·منذ 7 سنوات 8 أشهر
    يا اخي انتم الآن لم تفهمو تركيا جيدا..فهي كاي دولة اوربية..تعرضت للاحتلال الامريكي ..مكبلة بجملة من القوانين..تجعلها تفكر دوما بالداخل..اتاتورك كان عميلا..ورسم قوانين تركيا على هذه الشاكلة..بمعنى لا توجد سياسة خارجية حقيقية في تركيا..لان حدودها هي المصالح التركية الداخلية..لذلك لا تعولو على تركيا..والدليل..هو تحول الخطاب الخارجي التركي بعكس ما كانت تقول تماما....

    ابو حاتم إسماعيل

    ·منذ 7 سنوات 8 أشهر
    بارك الله فيك دكتور

    عبد الباسط بيطار

    ·منذ 7 سنوات 8 أشهر
    أستطيع أن أقول أنني متوافق معكم في الرؤية الى حد بعيد وخاصة فيما يتغلق بجبهة النصرة فأننيأرى انه من المستبعد فك ارتباطها بتنظيم القاعدة.

    بشار الاسد الفلادي

    ·منذ 7 سنوات 8 أشهر
    كيف حال الارهابيين في حلب انه يضني القلب فما اطلبه منهم هو عدم الضغط على المدنيين بعدم خروجهم بل اطلب منهم الاستسلام او الموت فحينما يزداد الخناق على هؤلاء الحتالة تبدا قناة الكذب باثارة الجانب الانساني وما يوجد في جلب سوى قتلة ومجرمون _____________________________________واقول لذلك الخادم في القناة المدعو عمر لاتفرح كثيرا فان بشار سيدك وسيد داعمي التكفير والارهاب

    مروان بحري

    ·منذ 7 سنوات 8 أشهر
    #إنذار :: صدرت أوامر من "الداعمين" لقطعان السلفيين و الإخونجية : أشرار الشام و جند إبليس و جبهة العهرة بالبدء بحرب ضروس بينهم خلال الأسابيع القليلة القادمة . أولا يحرم على كل مسلم أن يعين أيا من هؤلاء القطعان على بعضهم . ثانيا يجب على كل من يؤمن بالله و اليوم الآخر و انضم إلى إلى إحدى هذه القطعان تركها فورا و التوبة إلى الله تعالى . ثالثا قاتلهم و مقتولهم في النار ، فلا يبتئسن مسلم بإفنائهم لبعضهم .

    Rezan msto

    ·منذ 7 سنوات 8 أشهر
    كيف سيتم الانتقال الحرب من تركية او بلاعكس لانه اذا حدث ذلك سيكون حرب عالمية ثالثة بتأكيد هل من رد على ذلك
11

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات