أهالي الغوطة في "لعنة النزوح".. والبدائل الشوارع ومساكن بدائية

للأسبوع الثاني على التوالي يواصل أهالي قرية "الميدعاني" في الغوطة الشرقية نزوحهم الداخلي باتجاه عمق الغوطة، في كل من القطاع الأوسط وقطاع دوما، وذلك على ضوء الحملة العسكرية التي شنتها قوات النظام المدعومة بالميليشيات الشيعية على بلدة ميدعا، و التي تمددت بشكل سريع وطالت قرية "الميدعاني" و أطراف القرى والبلدات المجاورة مثل "حوش نصري وحوش الضواهرة وأوتايا وحزرما ".

تفيد احصائيات "المكتب الإغاثي الموحد في الغوطة الشرقية" بنزوح 2940 عائلة، خلال الفترة القليلة الماضية، حيث تقيم جميع هذه العائلات بشكل مؤقت عند الأقارب و المعارف في انتظار الحصول على مساكن صالحة للسكن تتوفر فيها الحدود الدنيا من أسباب الاستقرار والاطمئنان.

 بعض تلك العائلات لم يحالفها الحظ بالنزول عند أقاربها في المناطق المستقرة، مما دفعها للسكن في مساكن "بدائية"، ولاسيما أن درجات الحرارة المرتفعة والبطالة المنتشرة زادت من معاناتهم.

وأكد مدير المكتب الإغاثي الموحد في قطاع المرج "أبو راتب" في تصريح لـ"أورينت نت" أن قطاع المرج كان يحتضن أكثر من 11400 أسرة نازحين من 27 بلدة في الغوطة، وذلك على ضوء الهجمات التي كان يقوم بها نظام الأسد على مدى الأعوام الماضية.

 وأضاف أن الهجمة الأخيرة للنظام خلفت عملية نزوح جماعية بواقع 2940 أسرة، وهم اليوم بدون مأوى ومسكن، و أغلب تلك العائلات توجهت للقطاع الأوسط في كل من سقبا وعربين وكفربطنا وحزة وحمورية " .

من جهته، "أبو أحمد" أحد سكان منطقة الميدعاني يقول لأورينت نت " خرجنا تحت قصف الدبابات و الراجمات وتركنا خلفانا أرزاقنا و أرضينا"، وتوجهنا إلى هذه المنطقة ، لم نجد مأوى مما اضطرنا للسكن في منزل غير قابل للسكن فهو يفتقر للأبواب و النوافذ، بينما تزداد المعاناة في ظل ارتفاع درجات الحرارة و انتشار البعوض".

وكان ناشطون قد نشروا على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر عائلات نازحة بعضها يقطن في العراء و بعضها الآخر يسكن في حظائر للحيوانات بعد أن نظفوها، و لكن يرى بعض وجهاء الغوطة أنه لابد من فعل شيء لأجل هذه العائلات خصوصاً و أن فصل الشتاء قادم لا محال بعد عدة أشهر، وهو ما سيعقد الأمر، لكن كثير من هؤلاء النازحين الذين وجدوا منازل واجهوا عقبات في عدم قدرتهم على تسديد أجورها في نهاية كل شهر.