إن قضية القدس المباركة ويوم القدس هي مجرد شعارات براقة يرفعها نظام ولاية الفقيه ليضحك به على السذج من المسلمين وليغطي بها سوءاته ومظالمه بقتل الآلاف من أبناء الشعوب العربية الثائرة في وجه الظلم والقهر والجبروت،القدس هي رمز عزة وكرامة الأمة وشرفها، وهؤلاء ومَنْ وراءهم خارجون عن الأمة ولا يأبهون لعزتها وكرامتها وشرفها، فجل اهتمامهم توطيد دعائم نظامهم الدكتاتوري،القدس تحتاج المخلصين الشرفاء من أبناء الأمة لتحريرها، ولا تحتاج من يتاجر باسمها للتغطية على جرائمه الإرهابية التي تخدم أعداءها وأعداء الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، لا تحتاج من يهب لقتل المدنيين العزل الأبرياء بينما لا يهب لمحاربة من يحتل القدس ويأسر المسجد الأقصى المبارك، وكيف لمن يملك هذه الترسانة الضخمة من الأسلحة أن يضعف عن تحريرها.
القدس لا تحتاج نظاماً يقتل نخبة أبناء الأمة الرافضين للظلم والعبودية، والمتطلعين إلى زوال النظم الدكتاتورية لتحقيق وحدة الأمة أولاً، ولنيل الحرية والعدالة والديموقراطية وتحرير القدس ؛ بالعمل الجاد بعيداً عن الشعارات والمسيرات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وإنما تستهدف فقط التغطية على جرائم الأنظمة الفاشية .وهل يمكن لنظام يشتري الأسلحة من الاحتلال الإسرائيلي ويستعين به في تمرير الأسلحة الأمريكية له في حربه مع العراق في ثمانينات القرن الماضي أن يحرر مدينة القدس المباركة أو أرض فلسطين المقدسة من يد حليفه الاحتلال الإسرائيلي ؟ لا يمكن لنظام الملالي إنكار هذه الفضيحة المدوية التي كشف عنها حلفاؤه أنفسهم، فالعالم لا ينسى فضيحة إيران جيت (gate ) أو إيران كونترا.إن مدينة القدس في غنى تام عن هؤلاء الذي يسبون فاتحها عمر بن الخطاب ويكرهون محررها صلاح الدين، فليسوا من يطهرونها من دنس محتلها وليسوا من يكسرون قيود أسرها .
إن من ينتصر لمدينة القدس المباركة التي تمثل قضية المسلمين الأولى حريٌّ به أن يلتزم قول الرسول صلى الله عليه وسلم { لزوال الدنيا أهون على الله من قتل امرئ مسلم } رواه الترمذي وصححه الألباني، وألاّ يخالف مقتضى قوله صلى الله عليه وسلم وهو يطوف بالكعبة المشرفة { ما أطيبك وأطيب ريحك ما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه وأن نظن به إلا خيراً } رواه ابن ماجه وصححه الألباني
القدس تحتاج من يوحد أبناء الأمة ويحشد طاقاتها لتحريرها، وليس لمن يتاجر باسمها ويطلقه على فيلق الغدر والخيانة الذي يقتل أبناء الأمة بالجملة على أساس الهوية الطائفية،وقصة فيلق القدس هذا أنه فرقة أو قوة تابعة للحرس الثوري الإيراني، وهي وحدة استخباراتية عسكرية خاصة مسؤولة عن العمليات العسكرية والمهام السرية خارج الحدود، وقد تكلف بواجبات استثنائية في الداخل إذا اقتضت الضرورة . ترفع تقاريرها مباشرة إلى القائد والمرشد الأعلى، لذا فهي تحظى برعاية القيادة العليا، وهي الأقوى نفوذاً.
أنشأ نظام الملالي هذه القوة خلال الحرب العراقية - الإيرانية التي قتل فيها الملايين من المسلمين، فأصبحت القوة العابرة للقارات والذراع العسكري لتمكين النظام من التوسع والتمدد والانتشار الإقليمي أو ما يُعرف بتصدير الثورة، وهي مكلّفة بتصفية وملاحقة كل معارض للنظام خارج إيران فقد حاولت اغتيال الرئيس الشهيد ياسر عرفات في تسعينات القرن الماضي .وتتولى دعم الحركات المعارضة في العالم العربي والإسلامي تحت ستار دعم المقاومة،ففيلق القدس إذن يُمكنه القتال في كل بقعة من بقاع الأرض دفاعاً عن مصالح نظام ولاية الفقيه وحلفائه الغربيين وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل ؛ إلا أنه لا يستطيع القتال دفاعاً عن القدس المحتلة وأهلها المظلومين المنكوبين، هذا على الرغم من أنها لا تبعد كثيراً عن بغداد أو دمشق، بل هي أقرب من صنعاء، لم يقاتل فيلق القدس من أجل القدس التي سُمي باسمها زوراً، والتي يزعُمُ النظام إنشاءه لتحريرها،هناك ما يقرب من 80 ألفاً من عناصر هذا الفيلق كان يفترض توجيههم لتحرير مدينة القدس، لكن بدلاً عن ذلك تم توجيههم إلى سوريا، فقتلوا وسفكوا دماء مئات الألوف من أبنائها وهجروهم من ديارهم وبلادهم، وكأن لسان حالهم يقول أن تحرير القدس لا يأتي إلا عبر تمزيق وحدة الأمة وقتل أبنائها على خلفية الطائفية المقيتة، هذه النعرة النكراء التي ما كنا نسمع بها إلا بعد قيام هذا النظام الاستبدادي المتعطش للدماء، النظام الذي قتل أبناء شعبه المعارضين له فهل سيرحم أبناء الأمة ؟
لقد آن الأوان للأمة أن تدرك بأن هذا النظام لا يهمه إلا تحقيق أهدافه وتوسيع إمبراطوريته ولو أدى ذلك إلى قتل مئات الألوف من المدنيين الأبرياء كما يفعل في الفلوجة في العراق وفي اليمن وفي لبنان وفي سوريا،آن للأمة أن تكشف القناع عن الوجه القبيح لهذا النظام القاتل،إن الأمة مطالبة ببيان نوايا وحقائق هذا النظام ومقاطعة كل الفعاليات التي يدعو إليها في الجمعة الأخيرة من رمضان التي تصادف هذا العام ليلة القدر، فهو يفسد على الأمة صيامها وقيامها وسائر الأعمال الصالحة كما أفسد على الشعب الإيراني هذا العام بمنعه أداء فريضة الحج في سابقة خطيرة لم يعهدها العالم الإسلامي، مما يؤكد أن هذا النظام يقدم حروبه وشروره على أداء الفرائض .
لذا فإنني أناشد منظمة التعاون الإسلامي التي أنشئت بعد جريمة إحراق المسجد الأقصى المبارك عام 69 أن تعلن أن استرداد مدينة القدس المحتلة على هذا النحو من قبل نظام ولاية الفقيه الذي يمارس القتل في كل مكان بإطلاق يوم القدس العالمي على الجمعة الأخيرة من رمضان وبإطلاق اسمها على فيلق القتل والدمار بأنه خدعة وبدعة مرفوضة،وأدعو خطباء المساجد في العالم الإسلامي في يوم الجمعة الأخيرة من رمضان إلى :
بيان مكانة مدينة القدس المباركة في عقيدة الأمة وما تتعرض له من انتهاكات من قبل الاحتلال وتدنيس ساحاته بالاقتحامات الصهيونية وبأداء الصلوات التلمودية فيها،وببيان الطريق الصحيح لتحريرها وتخليصها من قبضة الاحتلال الغاشم،وبيان زيف شعارات نظام ولاية الفقيه حول يوم القدس العالمي وأن فتح القدس يمر عبر كربلاء،وبيان خطورة شعار حزب الله صنيعة ولاية الفقيه وربيبه بأن تحرير القدس لا يكون إلاّ عبر الزبداني، أي بقتل أبناء سوريا،وبيان كذب ادعاء النظام بانتسابه إلى الإسلام في الوقت الذي لم يسجل في العصر الحديث قتل هذه الأعداد الكبيرة من المسلمين كما قتل على يديه .
التعليقات (3)