تفكيك ميليشيات الحشد
فقد دعا وزير الخارجية السعودية، "عادل الجبير"، إلى تفكيك مليشيات "الحشد" الشيعية، متهماً إياها بتأجيج "التوتر الطائفي".
الجبير و خلال لقاء مع صحفيين في باريس، أكد أن ميليشيات "الحشد الشعبي طائفي وتقوده إيران"، مشيراً إلى التجاوزات التي ارتكبتها خلال معركة الفلوجة.
وجدد وزير الخارجية السعودية دعوته إلى تشكيل حكومة عراقية "تشمل جميع الفئات والمجموعات في البلاد".
ميليشيا الحشد تحذر السعودية
في المقابل، رد "فالح الفياض" القيادي في ميليشيات "الحشد الشعبي" على تصريحات الجبير، ورأى أن موضوع "الحشد" ليس من شأن الوزير السعودي أو غيره، والأجدر به عدم التدخل.
وحذر الفياض من أن ذلك الحديث ليس نافعاً للعلاقات بين الدول، لافتاً إلى أن تعداد الحشد الشعبي وصل إلى 140 ألف مقاتل، بينهم الآلاف من مكونات متعددة.
والعبادي يدافع
من جهته، رأى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن "الإساءة" إلى مليشيا "الحشد الشعبي" هي إساءة لجميع العراقيين.
وأعلن العبادي خلال لقاء مع قيادات الحشد الشعبي رفضه ما وصفها بـ"أصوات تحاول منع بعض العراقيين من المشاركة في المعارك كمعركة الموصل".
وأشاد رئيس الوزراء العراقي بـ"تضحيات" مقاتلين شاركوا في تحرير أرض ليس لهم فيها أي ملك، في إشارة إلى مقاتلي الحشد الشعبي، مبيناً أن الأخطاء الفردية لا يجب تعميمها.
والخارجية العراقية تتهم السعودية بتصدير أزماتها الداخلية
كذلك، عبرت وزارة الخارجية العراقية عن "رفضها وانزعاجها للتدخل المتكرر من قبل الخارجية السعودية في شؤون العراق الداخلية"، ونصحت "بعدم تناول قضايا العراق بخطاب ينقل خلافات المملكة مع بعض الدول، أو يصدر لأزماتها الداخلية".
وقال المتحدث باسم الوزارة، أحمد جمال، إن "الحشد الشعبي هيئة رسمية تشكّلت من متطوعين يمثلون كافة مكونات الشعب العراقي، وهو جزء من منظومة الدفاع الوطني، يأتمر بإمرة القائد العام للقوات المسلحة، ويحصل على تمويله من ميزانية الدولة، ويتصدى مع جيشنا الباسل وباقي تشكيلاتنا المسلحة البطلة للفكر التكفيري المتطرف، الذي تمت تغذيته واحتضانه في حواضن باتت معروفة".
علاقات مضطربة
ويأتي الموقف العراقي بعد نحو 6 أشهر على إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين وافتتاح السفارة السعودية وسط بغداد بعد قطيعة دامت 25 عاماً.
وكانت الخارجية العراقية استدعت في كانون الثاني الماضي "ثامر السبهان" السفير السعودي المعين حديثا في بغداد احتجاجها على تصريحاته التي أدلى بها لإحدى المحطات الفضائية العراقية بشأن "الحشد الشعبي"، واعتبرت وقتها أن السفير السعودي "خرج عن دوره وتجاوز على الأعراف الدبلوماسية".
انتهاكات ميليشيات الحشد
وشاركت المليشيات الشيعية في معارك الفلوجة، رغم الجدل حول عدائها المفترض للسنة، وفقا لمسؤولين عسكريين عراقيين، حيث اتهمت حكومة الأنبار المحلية في العراق قبل أسابيع عناصر الحشد الشعبي بارتكاب مجازر دموية ضد السكان المدنيين بالفلوجة.
وقال عضو مجلس محافظة الأنبار، راجع بركات، إن عناصر الحشد الشعبي ارتكبت جرائم قتل للسكان المدنيين بالفلوجة، الفارين من تنظيم الدولة، خلال معارك تحرير المدينة التي تجري منذ أسبوعين.
وأضاف أن الحشد الشعبي يرتدي زي الشرطة الاتحادية، ويمارس أعمال قتل المدنيين، والسب والشتم بأساليب طائفية، مشيراً إلى أن أربعة مدنيين فارقوا الحياة خلال التعذيب واثنين بحالة خطرة.
وتعرض الآلاف من سكان الفلوجة للعديد من الانتهاكات الطائفية على أيدي المليشيات، وقالت القوات العراقية إنها احتجزت نحو عشرين ألفا من سكان الفلوجة للتحقق مما إذا كان بينهم من ينتسبون إلى تنظيم الدولة.
كما شوهدت مظاهر استفزاز طائفي تقوم بها المليشيات الشيعية في مدينة الفلوجة، بعد أيام قليلة من إعلان الحكومة العراقية استعادة السيطرة عليها من تنظيم الدولة.
يشار أن هيئة علماء المسلمين في العراق أكدت أن إيران وحزب الله اللبناني ومليشيات الحشد الشعبي والقيادات السنية المرتبطة بمشروع إيران التوسعي في المنطقة يتحملون المسؤولية عن إراقة الدماء البريئة في العراق وسوريا ومعاناة الملايين من مواطنيهما.
وأضافت هيئة العلماء أن محاولة تضليل الرأي العالمي وإشاعة أكذوبة محاربة الإرهاب في العراق وسوريا باتت مكشوفة، وأن الكم الهائل من الجرائم المرتكبة والنفس الطائفي يبين زيف تلك الادعاءات.
التعليقات (18)