من هي المنظمات "الإرهابية" التي تستهدف تركيا؟

من هي المنظمات "الإرهابية" التي تستهدف تركيا؟
تعرضت تركيا للعديد من الهجمات الإرهابية عبر تاريخها، لا سيما في السنوات العشرين الأخيرة، ولأسباب مختلفة، تبعت الظروف التي تمر بها الدولة التركية منذ تشكيلها وحتى اليوم، كما تنوعت الجهات التي استهدفتها بين أقصى اليمين وأقصى اليسار، فمن هي تلك المنظمات؟

حزب العمال الكردستاني PKK

أسس عام 1978 على يد عبدالله أوجلان المسجون منذ العام 1999، وهو جماعة مسلحة كردية يسارية ذات توجهات قومية كردية وماركسية لينينية هدفها إنشاء دولة كردستان المستقلة. 

ويتبعها حزب الحياة الحرة الكردستاني في كردستان إيران وحزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا وحزب الحل الديمقراطي الكردستاني في كردستان العراق. وهي جماعة مسلحة رغم اسمها، ويمثلها حزب سياسي في تركيا منذ 2008م يسمى حزب السلام والديمقراطية.

يصنف البي كي كي كمنظمة إرهابية على لوائح الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا وإيران وسوريا وأستراليا. 

وقال زعيم حزب العمال الكردستاني في مقابلة أن السبب الوحيد وضع اسم المنظمة على قائمة المنظمات «الإرهابية» هي المصالح الاقتصادية والسياسية لتركيا مع الدول الغربية.

نشأ الحزب في السبعينيات بزعامة عبد الله أوجلان وتحول بسرعة إلى قوة مسلحة حولت منطقة جنوب شرق تركيا إلى ساحة حرب في الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين.

وأسس أوجلان حزب العمال الكردستاني عام 1978 في تركيا، لكنه دخل إلى سوريا عام 1980 في عهد الديكتاتور حافظ الأسد، الذي قرر أن يستخدمه ورقة للمساومة والبيع والشراء حين تحين الحاجة لذلك، وسمح له بإقامة معسكرات تدريب لأعضاء حزبه في سهل (البقاع) اللبناني الذي كان يخضع لنفوذ الأسد، وبدأ حزبه بالقيام بعمليات عسكرية عام 1984 في تركيا والعراق وإيران سعياً لإنشاء وطن قومي للأكراد.

توارى أوجلان عن الأنظار داخل سوريا بحماية حافظ الأسد، حتى عام 1998، حين اتهمت أنقرة نظام الأسد بدعمها لحزب العمال الكردستاني "الإرهابي"، وهددت تركيا حافظ الأسد باجتياح سوريا إذا لم يتخلّ عن دعمه لأوجلان، فرضخ حافظ الأسد حينها للضغوط التركية وطلب من أوجلان الرحيل، ممهداً لعملية معقدة من تسليمه وقبض ثمنه بطرق التفافية.

"صقور كردستان الحرة"

بالكردية "Teyrêbazên Azadiya Kurdistan"،  والمعروف بالاختصار TAK تم تأسيس بنيته التحتية عام 1993، وبدأ نشاطه بشكل فعلي عام 2004، عبر استهداف المناطق السياحية والمدن الكبرى، حيث كانت أهدافه من المدنيين والعسكريين على حد سواء، ويستخدم التنظيم في عملياته المفخخات أو الهجمات الانتحارية وغيرها من عمليات التخريب والحرق.

وتعهد تنظيم "تاك" في أحد بياناته بأنه سيحول تركيا "لحالة يرثى لها"، وبأن عملياته لا حدود لها، وسيقومون بكافة أنواع التفجيرات، وعمليات الاغتيال والحرق. 

اعتباراً من عام 2008، تم اعتبار تنظيم الـ "تاك"، تنظيماً إرهابياً من قبل خارجية الولايات المتحدة، ودخل قائمة التنظيمات الإرهابية الأجنبية، وكانت وزارة الداخلية البريطانية اعتبرته حزباً إرهابياً، أضيف لقائمة التنظيمات الإرهابية منذ عام 2006. 

كثف تنظيم "صقور كردستان الحرة"، الـ تاك، أعماله الإرهابية في المناطق السياحية، والمدن الكبرى مثل "موغلا، إزمير، أنطاليا وإسطنبول"، وغيرها من المدن، بالإضافة لتبنيه عمليات حرق للغابات. 

تبنى التنظيم تفجير حافلة عسكرية بتاريخ 16 تموز عام 2005، بجزيرة "كوش أداسي"، ما أسفر عن مقتل 5 أشخاص 3 منهم عساكر، و2 من السياح، وجرح ما لا يقل عن 20 آخرين. 

كما هاجم مبنى ممثلية حزب "العدالة والتنمية"، بإسطنبول عام 2006، بالإضافة لمقتل شخصين في العام ذاته، نتيجة لهجوم التنظيم على أحد فنادق منطقة "مرمريس" الساحلية، التابعة لمدينة "موغلا" جنوب غرب البلاد. 

حيث قام بتنفيذ عملية انتحارية استهدف فيها حافلة نقل عسكرية، بتاريخ 17 شباط عام 2016، في ميدان "كيزيل أي"، بالعاصمة أنقرة، والذي يعد من أكثر المناطق اكتظاظاً بالمدينة، ما أسفر عن مقتل 28 شخص، وجرح العشرات، وكان تبنّى العملية بعد يومين من تنفيذها. 

جبهة التحرير الشعبي DHKP

تُعَد جبهة التحرير الشعبي الثوري جبهة ماركسية لينينية كما تعرّف نفسها، وقد تأسست عام 1978 كفصيل يساري ثوري معروف بـ "دِف سول" Dev Sol على أيدي دورسون قره طاش الذي هرب من السجن عام 1989 ومات في هولندا عام 2006، وكانت تركيا في السبعينيات تمر بموجة عنف بين اليمين القومي المتطرف والفصائل اليسارية المعادية للغرب التي تبنت العنف، وكانت تطمح إلى خروج تركيا من حلف الناتو وبراثن الهيمنة الأمريكية كما رأتها.

منذ ثمانينيات القرن العشرين، وبعد انقلاب 1980، تتلقى المجموعة تمويلها عبر تبرعات أعضائها وشبكات المتعاطفين معها، وهي تستهدف بالأساس مسؤولين بالجيش وقوات الأمن، كما استهدفت من قبل العاملين التابعين للمصالح الأجنبية في تركيا، فبالإضافة إلى اغتيال رئيس الوزراء الأسبق نهاد أريم عام 1980، قامت باغتيال مسؤولَين عسكريَّين أمريكيين في أوائل التسعينيات اعتراضاً على حرب الخليج، وشاركت في إطلاق صواريخ على السفارة الأمريكية عام 1992، واستهدفت رجل أعمال مرموق عام 1996 في إطار اعتراضها على سياسات تركيا الرأسمالية آنذاك.

منذ مطلع القرن الجديد، بدأت المجموعة تتبنى عمليات التفجير الانتحاري، وقامت بعمليات محدودة استهدفت فيها الحافلات العامة ونقاط الشرطة والسفارة الأمريكية والوزارات ومقرات حزب العدالة والتنمية، وقد قامت بمحاولة فاشلة لاغتيال وزير العدل اليساري السابق حِكمَت تُرك عام 2009، كما تبنت محاولة لتفجير قنبلة أمام القصر الأبيض الجديد للرئاسة في أنقرة.

نشطت الجبهة مجدداً في أعقاب تظاهرات جَزي بارك، وكان آخر هجوم لها في كانون الثاني الماضي حين فجرت انتحارية نفسها قرب نقطة شرطة في مقاطعة السلطان أحمد لتقتل ضابط شرطة وتصيب آخر، وهو هجوم أتى كـ "عقاب على مقتل بركين علوان"، كما صرّحت الجبهة، وقد ظهر بعد تشريح جثة الانتحارية أنها مواطنة روسية من الشيشان وقد تكون على علاقة بالقاعدة أو داعش، وهو ما دفع الجبهة إلى سحب إعلان تبنيها للعملية فيما أثار الكثير من علامات الاستفهام.

وللجبهة عملاء خارجيون، لعل أبرزهم في سوريا "معراج أورال" المعروف باسم علي العامل مع قوات الأسد، والمتهم الاول بمجزرة بانياس في العام 2013.

وفي التاسع والعشرين من شهر آذار/ مارس العام الحالي أعلنت حركة أحرار الشام الإسلامية أنها قصفت الموقع الذي يوجد فيه معراج أورال، وأكدت مقتله على لسان الناطق باسمها أبو يوسف المهاجر.

تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)

أسس في العام 2004 تحت مسمّى "الدولة الإسلامية في العراق" كفصيل تابع لتنظيم القاعدة على يد أبي عمر البغدادي، ليخلفه أبو بكر البغدادي من بعد مقتله.

قاتل التنظيم القوات الأمريكية حتى خروجها، قبل أن يرسل أبو محمد الجولاني إلى سوريا لتشكيل ما عرف لاحقاً بـ "جبهة النصرة" التي انشقت عنه وباتت فصيلاً مستقلاً تابعة للقاعدة.

نفذ (داعش) العديد من العمليات الإجرامية في تركيا بعد ان أشبع سوريا بعملياته الإجرامية، وعرف عنه دمويته الشديدة.

قام التنظيم بالعديد من عمليات الاغتيال داخل الأراضي التركية، لمناوئين له، وصفهم بالكفار والمرتدين فيما نفذ تفجيرات عدة في اسطنبول وعنتاب، وأنقرة.

التعليقات (5)

    الحوراني

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    الدولة الإسلامية قاتلت القوات الأمريكية حتى خروجها. الدولة الإسلامية قوية و شجاعة و عظيمة لإنها تحمي المسلمين المستضعفين في الأرض. لم تجد أورينت تهمة واضحة داخل تركيا فإستخدمت كلمة "الوحشية" لنعت الدولة الإسلامية. أهو الإفلاس الإعلامي أم ماذا؟

    محمود

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    كل المنظمات الإرهابية هي من صناعة الدول التي كانت سابقا دول الاحتلال انكلترا فرنسا برأس القائمة

    مجهول

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    الموضوع طويل ليش ما سويتوا للموضوع اختصار مو احسن

    مجهول

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    شدخل الي ذكرتها بعضها دول سياحيه واتوقع ماله دخل باي جبه او حزب او منضمه وشكرا

    أبو القعقاع

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    من الطبيعى نعت اى دوله اسلاميه على طريق الحق والاستقلال بالإرهاب وشؤونها ومن ثم محاربتها
5

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات