حزب الله من طرف والدولة الإسلامية "داعش" من طرف آخر يؤمنون بحسم المعركة من خلال الدعوة الى العنف والتفجير والتكفير وتجنيد الأطفال، ويدعي كل منهما أنه يقاتل "الكافرين والمكفرين" لأنه المصلح في هذا العالم، وصاحب الحق، ولا أعرف لما ينسى نصر الله والبغدادي تصريحات هنري كاسجنر عراب السياسة الامريكية الخارجية حين قال حديثا: "فيما مضى كانت هناك حروب ورابح وخاسر لكن مانريده اليوم حروبا كل من فيها خاسر".
حتما، -وأنا حزين- فالشعب السوري سيكون الثمن لعدم خروج حزب الله من سوريا قبل فناءه، لن تفوت إسرائيل فرصة كهذه لإنهاء "هوبرة" نصرالله المزعجة على الشاشات، ولن تفوت دول خليجية وعربية وأوروبية الفرصة لإنهاء حزب عاث في لبنان فسادا وتضخم كالسرطان حتى أمسى لبنان صغيرا عليه فغزا بلدانا كاليمن والبحرين وسوريا، هذا الحزب المرعب والإرهابي والمخلب المطواع لأيديولوجية إيرانية تقوم على الكره لكل أبناء المنطقة العربية، ماذا سيفعل ببلدان أخرى؟!
فات نصر الله وفات البغدادي أننا نعيش عصرا مختلطا وأن عوالم المسلمين تضم ملاحدة وعلمانيين ومعتدلين وإخوان فضلا عن المسيحيين والدروز والسماعلة وغيرهم من مئات الألوان المجتمعية، ولنفترض أن مفاهيم نصر الله أو البغدادي نجحت بإلغاء كل مختلف عنهم فإن المسألة لن تنتهي لأن الأيام وتداولها لم تعد تحتمل وجهة النظر الواحدة وإلغاء الآخر، وستستمر وجهات النظر المختلفة بالولادة والخروج إلى عوالمنا؛ وبالتالي ستبقى الحروب إلى ما لا نهاية ما دام هذا الإختلاف موجودا ومادام عدم احترامه موجود، في ظل دكتاتوريات كبشار ونصر الله والبغدادي ومسلم ولن أذكر بعض وجوه المعارضة لأن هؤلاء لم يسفكوا دما حتى الآن.
انتحر حزب الله منذ وطأ أرض السوريين وحارب حريتهم، وحتما سيدفع ثمن عدم تقديره وتغليبه مصلحة المرجع الخامنئي الضيقة والأجنبية على مصلحة ليس لبنان وحسب هذه المرة بل المنطقة باكملها، كذلك فعل البغدادي حين أعلن الحرب علينا.
الان أصبح بالإمكان تبشير حزب الله باختفاءه من الوجود وكذلك داعش، نصر الله أو البغدادي كلاهما يدعي محاربة إسرائيل وحماية المسلمين، وهم قتلوا ما لم تقتله إسرائيل من المدنيين، لا عقل لهما ولافهم سوى ما تلقونه من دين وتعاليم متطرفة تلغي الاخر، لذا فهم ربع متعلمين يحمل كل منهما آلاف المجرمين والشياطين في ذقنه، ومع كل إطلالة اعلامية يصب علينا ألف مصيبة وبلوة بعقله الدوغمائي الذي لا يستطيع التراجع عن فكرة ما، بسبب إطار ضيق محصور بالدين كعقيدة غير قابلة للتعيير وذلك بغض النظر عن بطلانها من عدمه، فإلى متى يسكت أنصار نصر الله، ألا يرون فينا آية ونحن نحارب زعيمهم ونحارب تنظيم الدولة في آن واحد.
لم يعد "كل الحق على الطليان" سيأتي يوم على مؤيدي بشار الأسد ونصر الله والبغدادي يقال لهم كل الحق على محافظ حمص فعندما ستنتصر الطبيعة وسيرورة المجتمعات في التحرر والتطور، بقي هؤلاء في تخلف عن الجمع، فقتلتهم إيران شر قتلة وشر تفجير، وقالوا لهم السبب هو محافظ حمص.
إن استحقاق دولتنا نحن السوريون آت لا ريب ولا شك، سنبلغ العلاء، وما الصبح ببعيد ؛ وكل شيء بعيد أمسى قريب؛ وما من عسير إلا وسيصبح يسير، صباح الخير والفلاح وتيسير من رب رحيم.
التعليقات (3)