قبل الخبز عليكم بتنظيم النسل..

قبل الخبز عليكم بتنظيم النسل..
 الشهر الماضي ومع دخول أول المساعدات الدولية الى مدينة داريا تناقلت الأخبار ما مفاده أن المساعدات خلت من الأغذية واقتصرت على مستلزمات النظافة بل هناك من أكد احتوائها على واقيات ذكرية وحبوب لمنع الحمل، وسبق أن صادرت حواجز النظام السوري الأغذية من المساعدات.

 لكن العالم الصامت عن المقتلة السورية لن يدقق فيما إذا كانت المساعدات التي قيل أنها وصلت هي ليس مساعدات أصلا بعد ان صودرت منها الأغذية وأبقي على أدوات النظافة وتنظيم النسل.

فبحسب النظام والمنظمات الدولية التي انصاعت لضغوطه لا يحق للسوريين الأكل او الشرب بل عليهم الموت على نحو معقم ونظيف مع ضرورة أن يضبطوا عمليات الإنجاب.

هكذا حل الصيف السادس على السوريين، بمزيد من الاستغراق في النكبة، ويبدو شهر رمضان مناسبة سنوية يمارس فيها النظام السوري عملية التجويع الى حدودها القصوى،  فإشهار معارك الأمعاء الخاوية والعطش سلاح نذل لكنه يحصل فيتم تقييد مرور المساعدات إلى مناطق المعارضة تحت سمع ونظر المنظمات الدولية وخصوصاً الأمم المتحدة التي اختارت المهادنة.

فما يحصل فشل للمنظومة الدولية قبل القول إنه فشل وبطش النظام، فعجز الأمم المتحدة والدول الكبرى عن تحديد معايير واضحة لمواجهة الأزمة الأمنية والاجتماعية هو ما دفع النظام إلى فرض شروطه مستثمراً في ضعف الردود الدولية، فنظام بشار الأسد يدرك أنه لا الموت بات خبراً ولا الانتهاك يحرك أحدا ولا قيمة لتعثر المفاوضات ولا اكتراث لضعف همم من هم في موقع القيادة في الغرب الذين يساهم تواطؤهم بتقوية النظام وإطالة أمد المحنة.

من كان يتصور أن يتمكن النظام السوري من تطويع العالم مع صور المتضورين جوعا في سورية، لكن كما جرى تدجين العقول والعيون حيال الموت الجماعي العنيف كذلك لم تعد أنباء الجوع وتواطؤ الدول والمؤسسات الدولية يثير الذهول.

أن ينجو النظام بفعل كهذا بل وأن تكشف شهادات وتسريبات عن تواطؤ أممي أو على الأقل الهروب نحو الصمت فذاك مستوى آخر من التدهور.

فالتجويع وسيلة قاسية تتفوق بشراستها على القتل المباشر خصوصاً حين يعمد بشعار "الجوع أو الركوع"، تتضاعف الكارثة حين نتثبت يوماً بعد يوماً من أدوار لمنظمات دولية في منظومة التجويع هذه، كان هذا القول يتسرب عبر مقابلة من هنا وتعليق من هناك إلى أن باتت الشهادات تكتب في مقالات بأسماء واضحة من قبل أشخاص عملوا في تلك المنظمات وخبروا بأنفسهم ذاك التواطؤ.

 نعم لقد فشلت الأمم المتحدة بسبب قبولها بضغوط النظام السوري بشأن توزيع المساعدات والإمدادات، ولعل في التباين الذي يواجهنا بشأن أعداد المحاصرين والذين تترواح تقديراتهم ما بين ثلاثمئة ألف إلى نحو مليون شخص ومرد سوى دليل على الفشل الأممي في تسمية المشكلة أولاً قبل مواجهتها.

 فهذا التباين في أرقام المحاصرين وبحسب عاملة سابقة بالأمم المتحدة كتبت مقالاً عن تجربتها هو خلاصة رغبة مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في دمشق للحفاظ على علاقات طيبة بنظام بشار الأسد بحيث تمت إزاحة أشخاص وتعديل نصوص بما ينسجم مع مطالب النظام.

وبذريعة الوصول إلى الأماكن المحاصرة ترضخ المنظمات الدولية إلى مطالب النظام ومن ينظر إلى النتيجة يجد أن المساعدات تصل إلى المناطق التي تخضع لسيطرة النظام في الغالب فيما تحرم المناطق الخارجة عنه، وما بات ينشر من مقالات عن اشخاص عملوا داخل سوريا مع المنظمات الدولية يفضح قدرة النظام السوري على تطويع تلك المنظمات خصوصاً مع السياسات الهزيلة بل والخبيثة أحياناً التي تمارسها.

ما يحصل هو انتقال التعامل الدولي من مستوى عدم الاكتراث بأرواح السوريين إلى مستوى غير مسبوق من الوقاحة العلنية والتي قوامها فرض حلول منحازة جائرة بحق الطرف المتضرر. فكم تشبه حكاية حبوب منع الحمل الحلول السياسية التي تتم صياغتها في العواصم الدولية.

التعليقات (4)

    ابو حمزة

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    بالاضافة الى التواطئ و الصمت يتم تجفيف اي امكانية لوصول اي مساعدة للداخل السوري من قبل دول تدعي انها صديقة للشعب السوري او داعمة له

    محمد حسن

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    الامم المتحدة متواطئة مع النظام بالشاحنات الفارغة والاغذية الفاسدة وتجويع الشعب السوري

    محمد حسن

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    الامم المتحدة متواطئة مع النظام بالشاحنات الفارغة والاغذية الفاسدة وتجويع الشعب السوري

    do not do that

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    الجوع كافر. دخلت امراة النار في هرة حبستها فلم تتركها تاكل من خشخاش الارض
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات