محاصرون بالصحراء.. 60 ألف سوري في منطقة لا تخضع لسلطة أحد!

محاصرون بالصحراء.. 60 ألف سوري في منطقة لا تخضع لسلطة أحد!
دعت منظمة العفو الدولية الأردن إلى إبقاء حدودها مفتوحة أمام اللاجئين السوريين، وذلك بعد أن قررت إغلاق الحدود و منع إقامة أو توسيع مخيمات اللاجئين على خلفية استهداف إحدى النقاط العسكرية على الحدود أوقع سبعة قتلى و13 جريحاً من الجيش الأردني.

وقالت المنظمة في بيانها إن "الإغلاق التام للحدود ومنع وصول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة سيؤدي حتماً إلى معاناة شديدة لأولئك غير القادرين على العثور على ملجأ وسيعرض حياتهم للخطر". من جهته قال شريف السيد علي رئيس حقوق اللاجئين والمهاجرين في المنظمة إن "عشرات الآلاف من اللاجئين محاصرون في مكان قريب من مكان الهجوم".

محاصرون في الصحراء

ويوجد قرابة 60 ألف سوري محاصرين حالياً في منطقتي الركبان والحدلات، حيث توجد مخيمات مؤقتة في منطقة صحراوية جرداء على الحدود بين سوريا والأردن. وتفيد الروايات الواردة من هذه المخيمات أن المنطقة عبارة عن أرض مشاع يغيب فيها القانون ويصعب فيها الحصول على الرعاية الصحية والغذاء والمياه. إنها مناطق يحكمها العنف والخوف، يهددها المرض، ويصعب أن تجد فيها الإغاثة. ومع وصول درجات الحرارة أثناء النهار إلى أكثر من 40 درجة مئوية، يصبح صيام شهر رمضان، مرهقاً للغاية.

وبحسب شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) هذه المخيمات المؤقتة محشورة بين تلتين من التراب والرمل. ومن المفترض أن تكون الحدود الدولية، على أساس خط اتفاقية سايكس-بيكو عام 1916، في مكان ما بين الحاجزين، اللذين قامت السلطات السورية والأردنية ببنائهما لترسيم منطقة عازلة ومنزوعة السلاح. وفي الأسابيع الأخيرة، بات واضحاً أن هذه المخيمات لن تكون محطات مؤقتة فقط، ولكنها هنا لتبقى وتتنامى. ويأتي هذا فيما تعاني المعونات القليلة التي تصل إلى المنطقة من سوء التوزيع والمراقبة.

الحاجز الرملي

ويعتمد مصير هؤلاء الناس المنسيّين على بنية تحتية هشة تقوم على سياسة الحاجز الرملي شديدة المخاطر. هنا يعيش المجتمع على أحد جانبي الحاجز الرملي، منطقة صحراء تلفحها حرارة الشمس، من دون مياه جارية، ولا سلطات حاكمة، ومن دون مرافق تقريباً. وعلى الجانب الأردني من الحاجز الرملي، تقوم وكالات المعونة بتقديم خدمات يومية، حيث توفر العيادات المتنقلة، والحصص الغذائية، وعلى نطاق محدود، الدعم النفسي والاجتماعي. أما المياه فيتم جلبها في شاحنات وتوزيعها بين الأفراد الذين يتعين عليهم بعد ذلك حملها إلى خيامهم. وتوجد هناك بعض برامج الرعاية للأمهات وصحة الأطفال وحملات التلقيح. ويتم توزيع حصص غذائية كل أسبوعين، ولكن المرافق لا تتوفر لأكثر من بضع ساعات في اليوم. 

أمضت سُهيلة وأطفالها الستة أربعة أشهر في منطقة الحاجز الرملي، وهم الآن يتعافون من ذكريات الحرب وعذاب الفرار والوقت الذي قضوه في الركبان. وقالت سهيلة البالغة من العمر 42 عاماً لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن عائلتها غادرت حلب بعدما دُمر منزلها جراء القصف الروسي، وأنهم وصلوا إلى الحاجز الرملي في شاحنة أحد المزارعين حيث اختبؤوا وسط الأغنام.

عصابات وغياب للأمن

أضافت سهيلة أن "الوضع صعب حقاً". فخلال معظم الأشهر الأربعة التي قضتها في منطقة الحاجز الرملي، ظلت هي وأطفالها داخل الخيام، تخشى الخروج. وعلى الرغم من أنه كان بوسعها اللجوء إلى شقيق زوجها طلباً للحماية، ولكنها تشعر بالضعف لأن زوجها لا يزال في سوريا. "هناك عصابات تسيطر على كل شيء وتسرق كل شيء. كان الوضع مخيفاً حقاً لأنني كنت بمفردي، لقد أخذوا كل شيء".

ولا تعامل المنطقة الواقعة شمال الحاجز الرملي الأردني كمنطقة تابعة للأردن ومن ثم لا تعمل السلطات الأردنية هناك بشكل رسمي، أما الوكالات الإنسانية فإنها تنأى بنفسها بسبب المخاوف الأمنية. وفي غياب سيادة القانون، تملأ السلطات القبلية الفراغ وتسيطر على المخيم. وهناك تقارير عن وقوع جرائم عنف، فضلاً عن أعمال شغب، وهي ظاهرة تتنامى بسبب ندرة المعونة.

التعليقات (1)

    أبو محمد

    ·منذ 7 سنوات 9 أشهر
    يحذو الأردن حذو لبنان ضمن سلسلة التآمر على الشعب السوري وثورته
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات