وأكد مراسل أورينت أن طائرات العدوان الروسي قصفت وللمرة الأولى منطقة "تل صيبين" بريف حلب الشمالي، بقنابل حرارية مصنفة ما قبل القنبلة النووية.
كما شنت طائرات العدوان الروسي أكثر من 50 غارة جوية بالصواريخ الفراغية و القنابل العنقودية والفوسفورية المحرمة دولياً، استهدفت أحياء "الكاستيلو وبني زيد والليرمون" و مدن و بلدات " كفرحمرة، حريتان، حيان، عندان، معارة الارتيق، بابيص، الملاح، قبتان الجبل، زيتان،خان طومان" في ريف المحافظة، الأمر الذي خلف عدد من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين.
الشيشان سابقاً
يشار هنا أن الجيش الروسي استخدم قنابل حرارية مشابهة في حرب الشيشان عام 1999، لضرب مناطق المعارضة، الأمر الذي أثار منظمة "هيومان رايتس ووتش" التي تعنى بحقوق الانسان فوجهت رسالة الى الرئيس الروسي في كانون الثاني عام 2000 تحذر فيها من الأذى الهائل الذي تلحقه القنابل الحرارية بالسكان والتي يشبهها الخبراء بالقنابل الذرية الصغيرة.
ماهي القنبلة الحرارية
وتعتبر القنبلة الحرارية، نوعاً متطوراً من قذائف "الوقود والهواء"، بسبب أن الشحنة المتفجرة تحتوي على وقود صلب، قد يكون من فلذات الألمنيوم وأوكسيد الاثيلين شديد الاحتراق مع الهواء.
والقنبلة الحرارية مزودة برأس حربي خارق للخرسانة والتحصينات بما فيها الصخور ويمكن توجيهها بالليزر الى الموقع المستهدف، وهي تنشر قبل انفجارها سحابة من الوقود ويبلغ وزنها 907 كيلو غرام، وتتسبب بانفجار ينتشر بسرعة ثلاثة كيلومترات في الثانية وهي بذلك تفوق سرعة الصوت، ويحدث انفجار القنبلة كرة نارية ترافق موجة الانفجار السريعة فيتم تفريغ الموقع المستهدف، ليس فقط من الأوكسجين، بل أيضاً من الهواء وتتناثر الأنقاض فتتكون سحابة الأبخرة المشتعلة التي تشبه الفطر.
و يؤدي احتراق خليط الوقود والهواء إلى توليد طاقة حرارية تساوي 2700 درجة مئوية ترتفع خلال ثوان من الانفجار إلى 4000 درجة مئوية وعلى الرغم من أن الحرارة التي تولدها المتفجرات الأخرى قد تكون أكبر من ذلك فإن الأضرار التي تسببها القنبلة الحرارية أكبر بكثير، وأوسع نظراً لمدة الانفجار الأطول وللاحتراق المتتالي للسحابة التي تشكلها القنبلة ونظراً أيضاً لمدى اتساع السحابة التي يمكن ان تصل الى أماكن لا تصل إليها القنابل التقليدية، اضافة إلى قوة الضغط التي يولدها الانفجار، هذا الضغط الذي يساهم أيضاً مع الاحتراق بشفط الهواء وإحداث بؤرة فراغ مدمرة.
ويؤدي انفجار القنبلة الحرارية إضافة إلى فعل الحرارة والتدمير، اصابات عدة تطال المنتشرين حول الموقع وأبرزها العمى وارتجاج الدماغ وتمزق طبلتي الأذن وتمزق الرئتين والاختناق وحدوث النزف الداخلي، كما تؤدي قوة الانفجار والتفريغ إلى انتشار الأجسام الصلبة من الموقع المستهدف وتناثرها لتتحول بحد ذاتها إلى شظايا قاتلة على مساحات شاسعة.
روسيا تستخدم قنابل ما قبل النووي على حلب
وكانت صحيفة "التايمز" البريطانية، في تقرير نشرته الأربعاء، خرق روسيا للمواثيق الدولية، عبر استهدافها ريف حلب الشمالي بقنابل حرارية مصنعة ما قبل القنبلة النووية، وإلقائها قنابل حارقة على المدنيين في مدينة حلب.
وقالت الصحيفة، إن التسجيل المصور الذي نشره ناشطون يظهر استهداف 6 طائرات عسكرية روسية مدينة حلب خلال منتصف الليل بقذائف بدت وكأنها شلالات مضيئة، وذلك بعد أن أمطرت اثنين من هذه الطائرات المدينة بمواد شبيهة بالفوسفور الشديد الاشتعال، وشديدة الحرارة، والإصابة بها مميتة، ويصعب إخماد الحرائق التي تتسبب بنشوبها.
وأوضحت "التايمز" أن "الصور المأخوذة من القنابل التي ألقيت على حلب والتي تفحصها الخبراء، أظهرت أن روسيا استخدمت القنابل الحرارية، التي تعتبر من أكثر القنابل انفجاراً بعد القنابل النووية، وأن هذه القنابل ألقيت على أماكن نائية على المدنيين لإحداث أكبر قدر من الضرر".
التعليقات (8)