بعضوية تل أبيب وواشنطن.. حلف الممانعة بنسخته الجديدة!

بعضوية تل أبيب وواشنطن.. حلف الممانعة بنسخته الجديدة!
هدد النظام ومعه إيران وروسيا، عبر الاجتماع الذي عقده وزراء دفاع هذا المحور في طهران قبل عدة أيام، الفصائل التي تقاتل قواته بمعركة أو معارك كبيرة قادمة، ستتكفل بقلب المعطيات على الأرض، فهذا الاجتماع وعبر محللي محور الممانعة سيرسم على الأرض "خارطة النار"، وسيرد الإرهابيين على أعقابهم..الخ.

وفي قراءة بسيطة لبعض شكليات ما جرى في طهران، يمكن التركيز بداية عند نقطة أولى تتعلق بأن الاجتماع جرى بعد الزيارة "التاريخية" لبنيامين نتنياهو لموسكو، والتي طوبت العلاقات بين إسرائيل وروسيا لتصبح حميمية وراسخة، في ذكرى مرور 25 سنة على اعادة العلاقات ما بين البلدين، وبما يشمل شراكة عالية التنسيق في صلب الملف السوري، وهدايا من حساب السوريين أيضاً!.

ومروراً بحضور وزير الدفاع الروسي بلباس مدني، يمكن التوقف عند سؤال يقول: طالما أن هذا الاجتماع يرسل رسالة عظيمة الجبروت لكل القوى المارقة في سوريا، لماذا لم يتم عقده في دمشق؟ ألن تكون هذه الرسالة أقوى وأشد تأثيراً لو تم الأمر على ذات الأرض التي تدور فيها المعارك؟

بالتأكيد لن يستطيع محللو الممانعة وكتابها ومنظروها أن يجيبوا على السؤال، ليس لنقص في قدراتهم على إنتاج البروباغندا، بل لأن ما جرى في طهران، لم يكن واضحاً بما يكفي لكي يتم الإنشاء البلاغي عليه، ولأن الاجتماعات السابقة بين هذه الأطراف ورغم ما تلاها من مدبجات وتقريظات في مدحها لم تستطع أن تغير في الوقائع كثيراً، لابل إنها شهدت زيادة عدد قتلى قوات النظام والميليشيات الطائفية المتحالفة معها، على الجبهات التي تقدمت إليها، والتي تخلى الطيران الروسي عن تغطيتها بالإسناد الجوي، الأمر الذي ظهرت تداعياته في الصحافة الإيرانية التي كتبت عن وجود أجندة روسية على الأرض، تختلف تماماً عما تريده إيران وكذلك النظام السوري ذاته.

الصادم في مخرجات اجتماع طهران في الحقيقة ليس كل ما سبق، بل في إعلان موقع ديبكا الإسرائيلي المقرب من أصحاب القرار في تل أبيب أن مناورات عسكرية روسية إسرائيلية مشتركة ستجري في المتوسط قريباً. وبحسب الموقع فإن هذه المناورات المزمع إجراؤها في الفترة المقبلة هي ثمرة من ثمار لقاء نتنياهو ببوتين الذي اتفق فيه على توطيد العلاقات العسكرية بين الجانبين. لتشكل بذاتها حدثاً تاريخياً فهي طبقاً لديبكا "المناورات الأولى في التاريخ العسكري في الشرق الأوسط التي تنطلق فيها طائرات روسية من دولة عربية وهي سوريا من قاعدة حميميم بالقرب من اللاذقية وسفن حربية روسية ستبحر من قواعدها في طرطوس واللاذقية للمشاركة في مناورة مع طائرات حربية إسرائيلية وسفن حربية تابعة لسلاح البحرية الإسرائيلي والتي ستنطلق من قواعدها في حيفا وأسدود".

هنا وبعد قراءة تفاصيل الخبر من موقع ديبكا الإسرائيلي، سيصمت المطبلون والمزمرون للمحور الأسدي الإيراني الروسي، ولن يجدوا ما يستطيعون أن يبرروا به موافقة أعضائه على حدوث هذه السابقة في تاريخ المنطقة، ولكنهم سيعودون إلى تجريد السيوف والتلويح بها، طالما أن الطيران الروسي يقوم بما يقوم به من قصف للمناطق الخارجة عن سيطرة قوات النظام، والذي يؤدي إلى مذابح يُقتل فيها الأطفال والنساء، كما حدث منذ أيام في إدلب التي قصف سوقها الشعبي ساعة اكتظاظ المتسوقين ما أدى إلى استشهاد 21 مدنياً بينهم خمسة أطفال.

وعلى المستوى السياسي، سيقوم هؤلاء بالاحتفاء بتصريحات غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي التي كرسها يوم أمس للإشادة بسماح النظام دخول المساعدات الإنسانية إلى بعض المناطق المحاصرة، وأيضاً للتنديد بالمعارضة السياسية التي يخلق غياب وفد موحد لها "عوائق جدية لانطلاق عملية تفاوضية موضوعية" موجهاً سهامه إلى الهيئة العليا للمفاوضات حيث لا "يجب أن تملي مجموعة واحدة من أطراف المحادثات شروطها على الآخرين"..!

غاتيلوف لم ينس في نهاية تصريحاته التي نقلتها قناة المنار التابعة لـ(حزب الله) الإشارة إلى وجود تقدم على مستوى العمل في التنسيق العسكري بين بلاده والولايات المتحدة في سوريا، فـ "هناك آليات روسية أميركية ثنائية، لدينا اتصالات مشتركة وثيقة، ومشاورات على الخط العسكري”، موضحاً أنه “يجري تبادل للمعلومات بين جيشنا والجيش الأميركي، ويعمل مركز تنسيق في جنيف، هناك اتصالات عسكرية بين قواتنا في حميميم والأميركيين في عمان".

وتبعاً لما سبق، يمكن التندر والسخرية من الممانعين عبر إعادة ترتيب شكل محور الممانعة في نسخته الجديدة بعد لقاءات الأسبوع المنصرم على المستوى العسكري والسياسي، فهذا الحلف بات يجمع الآن نظام الأسد بطهران وموسكو، مع العضوين الجديدين: إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.

لكن وبعيداً عن التندر والسخرية، هل من أحد يجيب على السؤال: لماذا لم يأت وزير الدفاع الروسي ببزته العسكرية إلى اجتماع طهران؟

 

التعليقات (2)

    حسان

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    ليش مافي ضباط يهود في حميميم ؟؟؟؟؟! مافي طيران يهودي في حميميم ؟؟؟؟؟؟ حميميم اسمها مطار الشهيد البطل المهندس باسل الاسد صارت مطار موسكوابيب الدولي نرحب بكل أطياف المماتعة والطوبزة .... الخطر القادم من المطار هو ازالة مدينة جبلة لصالح المطار لانه لايبعد اكتر من 5 دقائق

    أبو المجد ناصر

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    انتم غريبون في تحليلاتكم والله تربطون بين أشياء هي منفصلة وتفصلون اشياء يجب عليكم ان تربطواها ! ماذا تريدون بهذا الخطاب الاعلامي ؟ ان تثبتوا ان الاسد ليس ممانعا ؟ هو ليس ممانعا مئة بالمئة لكن ليس للاسباب التي تتوهمونها هو ليس ممانعا لانه يتلقى الضربات الاسرائيلية ولا يجرؤ على الرد ثم كيف تعتبر مناورات روسيا - اسرائيل من مخرجات ثلاثية محمور الشر ؟ هذه المناورات من مخرجات زيارة نتنياهو لروسيا
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات