طريق الجنة.. والأمن القومي للـ"الدولة الإسلامية"

طريق الجنة.. والأمن القومي للـ"الدولة الإسلامية"
لم يعد مفهوما سلوك قادة ومنظري ومخططي "الدولة الإسلامية"، في وقت لم يعد مقبولا هذا الحنين لحالة التنظيم، العصابة، الذي يعمل بأجندات بيّنة، مبنية على تعاطيه مع الواقع كعناصر لها أهداف دنيوية، وأخرى عقائدية، وهذا كله لن يكون مفسرا بعد أن أصبح التنظيم دولة. دولة محددة بحدود مدن احتلها، أو فتحها بمنطقه، وأقام فيها جنوده "الغزاة" وصار له فيها شرعة ونظام حكم وحالة إدارة وصلت لصك العملة إعدام المخالفين و"العصاة".

لكن هذه الدولة فجأة أثرت أن لا تحمي رعاياها في وقت يحتاجون منها أن تكفيهم على الأقل شر محتلين جدد، فتحول من حارب لإقامة دولته زاهدا فيها يرفع مقام الهرب والمناورة على مقام المقارعة، فأصبح غير بعيد أن نرى قوات سوريا الديمقراطية "الوحدات الكردية" داخل منبج، وليس بعيدا أن تُفتح لها الأبواب لدخول المدينة وغيرها من مدن شمال وغرب حلب، بعد أن عبرت الفرات مدعومة بطيران التحالف الدولي وبقوات أميركية على الأرض وضع أفرادها على أكتافهم شعار الوحدات الكردية، ومباركة بتصريحات رجب طيب إردوغان، لكن على حساب من تتقدم الوحدات؟

تتقدم الوحدات على حساب ذات "الدولة الإسلامية" بحدودها الثابتة منذ قرابة العامين بعد أن كانت تسيل، وتتمدد بشكل لافت للنظر، وهي التي نشأت على أكتاف ثورات شعبية في الإقليم، وعلى أنقاض مجتمعات انهارت بفعل الطائفيين الذين حولوا البلاد إلى جحيم لأهلها (وهنا كان دائما المسحوق هم "سنّة" هذه البلاد) في العراق وسوريا ولبنان وما كان ظهور "الدولة الإسلامية" سوى نتاج يصح القول إنه طبيعي في الحالة العراقية التي ساهم نوري المالكي وعصابات إيران في كل المخاض الذي أدى لولادتها بعد أن كانت تنظيما عراقيا يبايع القاعدة، ويتشكل من عراقيين، وانتقل التنظيم إلى سوريا وانضم إليه كل طالبي المجد، والجنان في قتال "الكفار"، سوريا التي فعل فيها بشار الأسد وطائفته وإيران ما فعلوا وكانت المناطق التي دخلها التنظيم قد تحررت وقتها فعلا من قبضته لكن وحشية التنظيم واستراتيجية الرعب التي انتهجها مكنته منها، ولا يُنكر أن هناك ثمة من اعتنق فكره مصلحيا أو طوعية، وأمن بمشروعه، وثمة من تحالف معه خوفا، إلى أن أصبح قوة تتقاسم البلاد مع الأنظمة "العدوة" في سوريا والعراق والثوار "الأعداء" في البلدين.

ثبتت "الدولة" أركانها إلى أن بدأت الحروب تُخاض عليها من كل مكان، وهي تخوض حروب التمدد في كل مكان أيضا، ومع كل تحركاتها تخرج النبوءات عن أجندة من قاد ويقود التنظيم هل هو حليف لنظام الأسد وللمالكي ولإيران أم هو عدو؟

فلا يمكن أن تكون جملة أفعاله تفيد بأي من الاحتمالين، ولا يمكن أن يكون المنطق حاكما لاستراتيجيته لكن الأشهر الأخيرة تشهد نهايته في أماكن وتشهد ثأره وحربه في أماكن، إلى أن أصبح المشهد ضبابيا فلم يعد معروفا حدود الأمن القومي للدولة التي تخسر أراضيها أمام الوحدات الكردية تارة والنظام في سوريا تارة دون معارك، بينما تتنمر في معارك أخرى ضد الثوار، وفي ذات الوقت ترفع بشكل فج شعارات الدفاع عن السنّة وحمايتهم وإقامة دولتهم رغم أنف "النصيرية" و"الملاحدة" و"الشيعة" أولئك ذاتهم الذين تخسر أرضها لصالحهم، وهذا ما ينعكس سلبا على رعايا الدولة المفترضة، التي تشهد أراضيها تهجيرا للأهالي وتنكيلا بهم وهم في الأصل سكانها وباتوا يعتبروا حاضنة معادية لكل المهاجمين ليتذوقوا العذاب مرات على أيدي كل من يختار مناطقهم ليهاجمها، فالفلوجة في العراق التي كانت صامدة على مدى سنوات ضد كل الأعداء أنتجت حالا توافقية بين الأهالي المضطهدين، وعناصر التنظيم ليكونوا جميعا ضد المهاجم المتمثل بالحشد الشيعي العراقي الإيراني، الذي يرفع صراحة راية التصفية للجميع دون تمييز بين أهالي الفلوجة وعنصر مقاتل فكيف للدولة الإسلامية أن تتخلى عنهم الآن لصالح مفترسهم وهل يمكن أن تسلم الفلوجة للمليشيات؟

سيناريو الفلوجة لا نراه في المدن السورية التي كان يحتلها التنظيم كحالة ريف الرقة والحسكة وحلب التي كان يعتبرها جزءا عزيز من دولته وها هو يتركها لكل الأعداء بينما لا يتوانى عن الموت والانتحار في سبيل قرى صغيرة يتنازع السيطرة عليها مع أهلها الثوار السنة في شمال حلب وكأن عناصره يخوضون معاركهم هناك على طريق الجنة، بينما تفعل السياسية المصلحية فعلها في منبج وقبلها تل أبيض وغيرهما وقد يكون بعدهما الباب وحتى الرقة!

وبين حدود الأمن القومي للدولة الإسلامية والمعركة في طريق الجنة يبقى المستباح الوحيد هم العرب السنة في سوريا والعراق وهم دائما أهل البلاد الأصليين فلا نرى القادم من أقاصي البلاد للعيش في الدولة المنشودة يدافع عنها وهو يقاتل حسب نظرية القائلة أن العنصر البشري أهم من الأرض فيترك الأرض وأهلها تستباح للمرة الثانية بعد أن استباحها هو، ويحافظ على عناصره لينتقلوا لمكان أخر وغالبا ما يكون من ذات الصنف أرض عربية سنية أخرى.

التعليقات (9)

    ياسمين

    ·منذ 7 سنوات 11 شهر
    داعش هي العصابة النصيرية

    ابن منبج

    ·منذ 7 سنوات 11 شهر
    اعجبني المقال لكن ضعف الثورات وفوضويتها في انتاج قادة وسياسين وجيوش فتح الطريق امام الدولة الإسلامية لتتسلم القيادة ولتفرض نفسها على الناس كونها ذات قوة وبأس وادارة الى حد ما

    عبد الله

    ·منذ 7 سنوات 11 شهر
    هذا المقال واحد من اثنين: اما استخفاف بعقول القرّاء، او سذاجة في التحليل ليس مثلها سذاجة. تناقض عجيب مريب! والمحير فعلا ليس ماذكرت، ولكن المحير هو اولا ان ينشر هكذا هراء على هذه الصفحة وثانيا وجود من يصدقه من بين القرّاء، طبعا ان وجد!!

    المثنى

    ·منذ 7 سنوات 11 شهر
    من يمني نفسه بانهاء دولة الخلافة الاسلامية فهو اكثر من واهم ,ولدي اليقين انه لو زالت النجوم من مكانها لن تزول دولة الخلافة الاسلامية ولن تهزم,والهزيمة بمعنا الاستسلام مثل استسلام اليابان ,, اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ,بسم الله الرحمان الرحيم ,ان جندنا لهم الغالبون,صدق الله العظيم,وان اجتمعت شياطين الجن والانس على حرب دولة الخلافة الاسلامية لن تنتهي وقد تصل الى مرحلة يظن فيها البعض انها هزمت وانتهت, حتى يخرج جنودها من تحت الركام,ولسوف تزداد قوتا وتمددا ولسوف تدخل الى عقر كل بيت صديق او عد ,,,,,

    المثنى

    ·منذ 7 سنوات 11 شهر
    من يمني نفسه بانهاء دولة الخلافة الاسلامية فهو اكثر من واهم ,ولدي اليقين انه لو زالت النجوم من مكانها لن تزول دولة الخلافة الاسلامية ولن تهزم,والهزيمة بمعنا الاستسلام مثل استسلام اليابان ,, اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ,بسم الله الرحمان الرحيم ,ان جندنا لهم الغالبون,صدق الله العظيم,وان اجتمعت شياطين الجن والانس على حرب دولة الخلافة الاسلامية لن تنتهي وقد تصل الى مرحلة يظن فيها البعض انها هزمت وانتهت, حتى يخرج جنودها من تحت الركام,ولسوف تزداد قوتا وتمددا ولسوف تدخل الى عقر كل بيت صديق او عد ,,,,,

    المثنى

    ·منذ 7 سنوات 11 شهر
    من يمني نفسه بانهاء دولة الخلافة الاسلامية فهو اكثر من واهم ,ولدي اليقين انه لو زالت النجوم من مكانها لن تزول دولة الخلافة الاسلامية ولن تهزم,والهزيمة بمعنا الاستسلام مثل استسلام اليابان ,, اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ,بسم الله الرحمان الرحيم ,ان جندنا لهم الغالبون,صدق الله العظيم,وان اجتمعت شياطين الجن والانس على حرب دولة الخلافة الاسلامية لن تنتهي وقد تصل الى مرحلة يظن فيها البعض انها هزمت وانتهت, حتى يخرج جنودها من تحت الركام,ولسوف تزداد قوتا وتمددا ولسوف تدخل الى عقر كل بيت صديق او عد ,,,,,

    المثنى

    ·منذ 7 سنوات 11 شهر
    من يمني نفسه بانهاء دولة الخلافة الاسلامية فهو اكثر من واهم ,ولدي اليقين انه لو زالت النجوم من مكانها لن تزول دولة الخلافة الاسلامية ولن تهزم,والهزيمة بمعنا الاستسلام مثل استسلام اليابان ,, اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ,بسم الله الرحمان الرحيم ,ان جندنا لهم الغالبون,صدق الله العظيم,وان اجتمعت شياطين الجن والانس على حرب دولة الخلافة الاسلامية لن تنتهي وقد تصل الى مرحلة يظن فيها البعض انها هزمت وانتهت, حتى يخرج جنودها من تحت الركام,ولسوف تزداد قوتا وتمددا ولسوف تدخل الى عقر كل بيت صديق او عد ,,,,,

    khamisse

    ·منذ 7 سنوات 11 شهر
    أحسن كلمة في هذا المقال هو قول كاتبه: "لم يعد مفهوما سلوك قادة ومنظري ومخططي "الدولة الإسلامية"، فلم تتكلم إذن وأنت مقر أنك لم تعد فاهما؟! عليك أن تعرف وتعترف بأن(وفوق كل ذي علم عليم) ولم تتكلم والله يقول لك وللناس جميعا:(ولا تقف ما ليس لك به علم) وباختصار شديد: هذا المقال(ملخبط)ليؤكد عمليا أن كاتبه لم يعد يفهم كما وصف نفسه!!! ولله في خلقه شؤون

    محمود

    ·منذ 7 سنوات 11 شهر
    الدوله الاسلاميه لا تحارب لاجل الارض انما الاجل المعتقد وهذا ما تجده تنسحب وتعود وهذا ما يجعله مرنا انما كل من يحاربها يحارب علي الارض وهذا ما يجعلهم اضعف
9

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات