وفي المقابلة نفسها حمّل المشنوق السعودية، بالتكافل والتضامن مع بريطانيا والولايات المتحدة، مسؤوليّة ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجيّة لرئاسة الجمهورية، مما استدعى ردين من السفارة البريطانية في بيروت ومن السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري، تقاطعا عند نفي ما أعلنه وزير الداخلية اللبناني.
لم يفهم حتى المحيطين بالمشنوق الأسباب التي دفعته لقول ما قاله في المقابلة التلفزيونيّة، وهو ما جعل أحد الدبلوماسيين العرب يقول للمقربين منه إن "الطموح الشخصي وصل إلى حد الجنون"، إذ إن صدى ما قاله المشنوق سعودياً كان سيئاً جداً، وهو ما عبّر عنه بيان السفير السعودي بطريقة ملطّفة.
من يعرف المشنوق جيداً يدرك أنه لا يمكن أن يقدم على مثل هذه الخطوة من دون أن يدرك حجم تداعياتها الكبيرة، ما يعني أن الرجل أراد بعث رسائل متعددة الإتجاهات إلى من يعينهم الأمر، لحجز مكان له في معركة وراثة رئاسة الحكومة التي انطلقت مع وزير العدل المستقيل أشرف ريفي، عندما كان رئيس "المستقبل" في "مغتربه القسري".
بحسب بعض المراقبين أراد المشنوق توجيه رسالة الى حزب الله بصفته "عراب" الحوار الثنائي، بأنه الشخص الأكثر إعتدالاً في تيار المستقبل وأنه يدفع ثمن مواجهة الخطاب المتطرف الذي يقوده اللواء أشرف ريفي ورئيس الكتلة فؤاد السنيورة اضافة الى النائب المبعد عنها خالد الضاهر.
ويقول بعض المحللون أن نتائج الإنتخابات البلدية كرست معادلات سنية جديدة، فنجم اللواء برز وبقوة في عاصمة الشمال طرابلس، أما نتائج الانتخابات في مدينة صيدا التي فاز فيها تيار المستقبل "شكلياً"، يعود الفضل فيها لرئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، أما فوز بلدية بيروت الهزيل فيجعل من سعد الحريري أسير بذل الممكن للمحافظة على زعامة العاصمة. هذا المشهد الدراماتيكي لتيار المستقبل فتح شهية المشنوق بحسب المحللين على لعب دور "الحمائم" والقصف على "الصقور" اي ريفي والسنيورة بإتهامهم بالتطرف وارسال الرسائل الى الضفة الأخرى ليكون رئيس "التسوية" للحكومة المقبلة.
التعليقات (4)