فبعد ساعات من طلب وزير الخارجية الأميركي "جون كيري" من نظيره الروسي "سيرغي لافروف" حض نظام الأسد على الوقف الفوري لضرباته الجوية "ضد قوات المعارضة والمدنيين الأبرياء في حلب وفي محيط دمشق"، خرج المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا "مايكل راتني"، في بيان أشبه إلى بيانات منظمات مؤسسات المجتمع المدني، وليس كطرف راعي للهدنة في سوريا، عبر الطلب من الفصائل المقاتلة الى عدم التخلي عن الهدنة الهشة المعمول بها في سوريا منذ نهاية شباط.
"راتني" توجه في بيانه إلى الفصائل المقاتلة بالقول "لقد اطلعنا على بيانكم بشأن الهدنة وقلقكم البالغ حيال الوضع في داريا والمناطق الأخرى في سوريا، إلا أننا لا نعتقد أن التخلي عن الهدنة من شأنه أن يخدم وضع الفصائل المسلحة أو الآلاف من عامة السوريين".
وأضاف "إذا انسحبت الفصائل المسلحة من الهدنة، فإن بشار الأسد وداعميه سيدّعون أن ذلك يخولهم مهاجمة كل قوى المعارضة دون اعتراض دولي".
واعترف "راتني" بأن الهدنة "في وضع غير مثالي وتتعرض لضغط شديد جداً"، معتبراً أن "التخلي عنها سيكون خطأ استراتيجيا".
بيان "راتني" يأتي على خلفية تهديد 39 فصيلاً من الجيش السوري الحر قبل يومين، بوقف العمل باتفاق وقف الاعمال القتالية، مانحة الطرفين الراعيين للاتفاق "موسكو وواشنطن" مهلة 48 ساعة لإلزام قوات الأسد بوقف هجماتها على مناطق عدة قرب دمشق وخصوصا داريا.
وكانت الولايات المتحدة قد أكدت في وقت سابق من أنها لم تناقش شن غارات جوية مشتركة مع روسيا، وقال "مارك تونر" المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية "لا نبحث القيام بعمليات مشتركة. نناقش معهم مقترحات لوضع آليات دائمة لتحسين عمليات المراقبة وتطبيق اتفاق وقف الأعمال القتالية، لا نتحدث معهم عن عمليات مشتركة."
وأضاف "تونر" أن الولايات المتحدة "قلقة من زيادة العنف في سوريا سواء من جانب تنظيم الدولة الإسلامية أو قوات الأسد. وقالت إن على روسيا مسؤولية خاصة للضغط على النظام لوقف الهجمات والغارات التي تقتل مدنيين".
وزير الخارجية الأميركي "جون كيري" طلب خلال اتصال هاتفي، اليوم الثلاثاء، من نظيره الروسي سيرغي لافروف إلى حض النظام السوري على الوقف الفوري لضرباته الجوية "ضد قوات المعارضة والمدنيين الأبرياء في حلب وفي محيط دمشق"، محذراً من أنه "إذا استمر عنف النظام، فسنشهد انهياراً كاملاً لوقف الأعمال القتالية".
من جانبها، دعت روسيا اليوم الثلاثاء إلى فرض تهدئة لمدة 72 ساعة اعتباراً من الخميس في داريا والغوطة الشرقية، حسبما أعلن رئيس المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف السوريين سيرغي كورالينكو، الذي يتخذ من قاعدة حميميم في اللاذقية مقراً له.
"كورالينكو" زعم أن فصائل الجيش الحر في الغوطة الشرقية رصت صفوفها وأعادت التسلح وتستعد لشن هجوم.
وحاولت قوات الأسد مدعومة بالميليشيات الشيعية العراقية اقتحام مدينة داريا المحاصرة في الغوطة الغربية، وذلك للمرة الثالثة في أقل من عشرة أيام، وسط قصف مدفعي وصاروخي استهدف عدة مناطق في المدينة، بالتزامن مع سيطرة قوات الأسد على معظم القطاع الجنوبي في الغوطة الشرقية.
التعليقات (3)