"صيف لاهب" في شمال سوريا وتركيا تتحضر لعمل عسكري وشيك

"صيف لاهب" في شمال سوريا وتركيا تتحضر لعمل عسكري وشيك
تتسارع الأحداث الدراماتيكية في المنطقة، بوتيرة تكسر السياسة الأمريكية في سوريا، والتي تحاول الحفاظ على الحد الأدنى من الهدنة، وإبقاء الوضع في حالة "المراوحة في المكان" إلى موعد انتخاب رئيس جديد للبيت الأبيض، حيث كشف مصدر سياسي تركي لـ"أورينت نت" عن عملية عسكرية وشيكة تنفذها أنقرة بمشاركة الولايات المتحدة وقطر والسعودية تستهدف حصراً تنظيم "الدولة الإسلامية (داعش) في شمال سوريا.

تناوب كبار المسؤولين الأتراك خلال السنوات الماضية على تكرار الحديث عن تدخل عسكري تركي "قريب" لإقامة منطقة "آمنة أو عازلة أو حظر للطيران" في شمال سوريا، بهدف منع فرع حزب العمال الكردستاني (pkk) في سوريا من إقامة إقليم "كردي" بالقرب من الحدود التركية الجنوبية، إلى جانب ابعاد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ولكن الظروف الإقليمية والحسابات الدولية و خذلان "الحلفاء" وفق التأكيد التركي حال دون إقامة هذه المنطقة العتيدة، لكن مجريات الأحداث الأخيرة في سوريا وانعكاساتها على تركيا دفع بالأخيرة إلى حسم موقفها من حيث التدخل عسكرياً.

تدخل عسكري تركي بمشاركة الولايات المتحدة وقطر والسعودية 

وكشف مصدر سياسي تركي لـ"أورينت نت" عن تدخل عسكري وشيك تنفذه أنقرة بمشاركة الولايات المتحدة وقطر والسعودية في شمال سوريا، تتركز في المنطقة الممتدة بين مدينتي جرابلس وإعزاز، على أن يكون الهدف أيضاً الوصول إلى مدينة منبج كبرى معاقل تنظيم الدولة في ريف حلب.

وأشار المصدر السياسي إلى أن العملية العسكرية ستعتمد على تدخل بري للقوات التركية، في عمق الأراضي السورية، وذلك بغطاء جوي من الطائرات الأمريكية والسعودية والقطرية، وبتنسيق مع فصائل الجيش السوري الحر في شمال البلاد.

وأوضح المصدر أن العملية العسكرية المرتقبة ستستهدف فقط تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وابعاده عن الحدود التركية.

اتفاقية أضنة الأمنية

وشدد المصدر التركي على أن أنقرة ستستند إلى اجراءات شرعية وقانونية أمام المجتمع الدولي، تبرر من خلاله تدخلها العسكري في سوريا.

1- بروتوكول "أضنة"، أو "اتفاقية أضنة الأمنية"، المبرمة بين تركيا وسوريا عام 1998، في ولاية أضنة جنوبي تركيا، بوساطة من الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك ووزير خارجية ايران الاسبق كمال خرازي، وأمين الجامعة العربية السابق عمر موسى، وينص الملحق رقم 4  من الاتفاق على امكانية تدخل الجيش التركي في الأراضي السوري، حيث يقول البند حرفياً "يفهم الجانب السوري أن إخفاقه في اتخاذ التدابير والواجبات الأمنية، يعطي تركيا الحق في اتخاذ جميع الإجراءات الأمنية اللازمة داخل الأراضي السورية حتى عمق 5 كم.

يؤكد المصدر التركي أن اخفاق الجانب السوري في منع إطلاق تنظيم "الدولة" (داعش) عشرات الصواريخ والقذائف على الأراضي التركية، ولا سيما في ولاية "كلس" الحدودية، مذكراً أنه  بموجب هذا الاتفاق يحق اتخاذ الإجراءات العسكرية اللازمة داخل الأراضي السورية، في حين رجح أن تمتد العملية التركية إلى أبعد من 5 كليو متر، وذلك حسب المعطيات العسكرية على الأرض.

2- الحرب الدولية على تنظيم "الدولة" (داعش)، ستمنح تركيا مبرراً شرعياً للتدخل في سوريا، كما هو الحال مع روسيا، التي بررت تدخلها العسكري والدفاع عن نظام الأسد تحت مظلة مواجهة التنظيم، أضف إلى ذلك "التحالف الدولي" لمحاربة التنظيم، الذي أعطى أيضاً الولايات المتحدة الحق في وجود قوات عسكرية ضمن المناطق التي تتواجد فيها القوات الكردية "الحليفة" في شمال سوريا.

الجيش التركي رفع تدابيره العسكرية على الحدود مع سوريا لأعلى مستوى

وكشف المصدر أيضاً أن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" وعد مؤخراً خلال استقباله والي ولاية كيليس "سليمان طابسيز"، أن الجيش التركي سيأخذ على عاتقه التصدي للهجمات الصاروخية على "كلس"، حيث شدد أردوغان وقتها أن في حال عدم تلق أي مساعدة دولية خارجية، ستتحرك أنقرة بمفردها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".

ومنذ ذلك اللقاء، رفع الجيش التركي تدابيره العسكرية في الحدود مع سوريا لأعلى مستوى، حيث يواصل تعزيز قواته هناك بعدد كبير من الدبابات وأنظمة الدفاع الجوية والمدرعات والجنود، وكثفت الطائرات العسكرية التركية طلعاتها الجوية على الحدود مع سوريا والعراق مع أوامر بالرد المباشر لدى الضرورة. 

تغيرات ستطال الصف الأول من كبار المؤسسات السياسية والعسكرية

اقتراب التدخل العسكري التركي في سوريا، سبقه خلال الأشهر القليلة الماضية تغيرات ستطال الصف الأول من كبار المؤسسات السياسية والعسكرية والأمنية في البلاد، وكان أبرزها ابعاد "أحمد داوود أوغلو" من رئاسة الوزراء، إلى جانب تغيير مرتقب لرئيس جهاز الاستخبارات التركية "هاكان فيدان"، وبالتالي تغيير المسؤولين عن الملف السوري، ويرجح المصدر التركي بأن يتولي المستشار العسكري السابق في القنصلية التركية في حلب، رئاسة جهاز المخابرات التركي خلفاً لـ"فيدان".

تركيا في زحمة المناورات العسكرية

وتأتي هذه التطورات بعد أن شهدت العلاقات "التركية السعودية القطرية" تطوراً لافتاً على الصعيد التنسيق العسكري، وذلك مع وجود طائرات عسكرية سعودية وقطرية في قاعدة "انجرليك" التركية، للمشاركة في ضربات التحالف الدولي ضد "تنظيم الدولة"، وكذلك، شاركت أنقرة، في مناورات "رعد الشمال"، والتي تعد من أضخم المناورات العسكرية التي نظمتها السعودية، وامتدت من 26 شباط وحتى 11 أذار الماضي، وضمت 20 دولة عربية وإسلامية، فضلاً عن مشاركة تركيا في "التحالف الإسلامي ضد الإرهاب"، والذي أعلنت عنده السعودية، في كانون أول الماضي.

كذلك أعلنت مؤخراً كلاً من المملكة العربية السعودية وقطر عن وصول وحدات من قواتها المسلحة، البرية والبحرية، إلى العاصمة التركية أنقرة، للمشاركة في أحـد أكبر التمارين العسكرية في العالم من حيث عدد القوات المشاركة، حيث تشمل المناورات، التي تحمل اسم "Efes 2016" (أفس 2016) المنطقة الممتدة بين العاصمة التركية، ومدينة أزمير، بمشاركة قوات برية وبحرية من دول مختلفة، بهدف تعزيز "الأمن والاستقرار الدولي، والاستعداد لمواجهة التنظيمات الإرهابية وإبراز القدرات ورفع الكفاءة العالية، وتعزيز التعاون وتوثيق التفاهم العسكري، وتنفيذ المهام المختلطة في بيئة متعددة الجنسيات". 

تزامنت مناورات، "Efes 2016"، مع مناورات عسكرية أخرى تحضنها تركيا أيضاً تحت "نسر الأناضول" بمشاركة السعودية، ودول عربية أخرى، بينما أعلنت أذربيجان، في منتصف الشهر الجاري عن مناورات عسكرية مشتركة مع جورجيا وتركيا.

وكررت تركيا خلال السنوات الماضية عزمها إقامة "منطقة "آمنة" في شمال سوريا تصل على طول المنطقة الممتدة من "جرابلس إلى أعزاز"، بينما أطل الرئيس التركي "رجب طيب إردوغان" قبل نحو أربعة أشهر ليعلن أن بلاده ستقيم منطقة آمنة تمتد من جرابلس إلى البحر المتوسط.

مطالب الحكومة التركية بإقامة منطقة آمنة في شمال سوريا، عارضتها حليفتها الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية، بينما خلفت واشنطن وعودها لأنقرة بإقامة "منطقة آمنة" في شمال سوريا، مقابل انضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" داعش".

يشار أن تركيا وقعت مع الولايات المتحدة في يوليو/تموز الماضي اتفاقاً، فتحت بموجبه أنقرة قاعدة إنجرليك الجوية (جنوبي البلاد) للطائرات الأميركية، التي تشارك في شن غارات على تنظيم الدولة في إطار التحالف الدولي.

التعليقات (5)

    عبد

    ·منذ 7 سنوات 11 شهر
    سبحان الله الدول الاسلامية..لا تتحرك الا لكي تخدم الغير وتدمر نفسها بنفسها...ستكون كارثة لتركيا اذا تدخلت مع العلم انني لا اعتقد بان كلام الاتراك..جدي طالما ان امريكا معهم ومع الاكراد..كيف يمكننا ان نوفق..بين الامرين...افهمو.. سورية..ستصبح..مقبرة..ومكان للدول الكبرى لتصفية ثأراتها...اذا تدخلت تركيا ستكون.. خسارة كبيرة لحزب العدالة والتنمية....وعلى ماذا على بضع صواريخ خلبية اطلقتها داعش..فالمخطط هو جر تركيا للمستنقع السوري ؟

    مسافر غريب

    ·منذ 7 سنوات 11 شهر
    5 سنوات والثورة السورية تعتصر دما وتخطى النظام كافة الخطوط الحمر التي وضعها الأصدقاء الخونة للشعب السوري..المصلحة المادية والخوف من القانون الدولي ووحوشه روسيا وأمريكا كل ذلك إستحكم في قلب أصدقاء من السعودية إلى تركيا ..غدر عمر بن الخطاب ومات محمد الفاتح ..ولم يبقى من بعده إلا تجار الكلام

    المكبرة

    ·منذ 7 سنوات 11 شهر
    هدف أردوغان عدم توصل الكرد في أي جزء من كردستان لحقوقهم القومية والثقافية حتى يبقى مستعمرا لكرد وكردستان تركيا، أردوغان يخلط العنصرية القومية بالإسلام السياسي ظاهريا والإسلام المتطرف سريا، لا هو ولا حلفائه يرغبون في مقاتلة داعش وهم مساعدوها خفية والهدف الحقيقي عدم توصل كرد سورية لحقوقهم خوفا من تقسيم سورية وإنتقال الأمر لدول أخرى، السؤال هل هذا الإسلام الذي يؤمنون به ويسعون له؟ ثقوا لا أحد يصدق أن من يدعم داعش سيحاربها!

    مسلم

    ·منذ 7 سنوات 11 شهر
    على من تتحالفون ايها اﻻنذال والله حليفهم

    حمدو

    ·منذ 7 سنوات 11 شهر
    تنظيم الدولة بيحكم من الموصل لحلب , والدولة التركية العظمى مع مية حليف عم تحلم بالمسافة من اعزاز لجرابلس
5

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات