التغريبة السورية وصعوبة الاندماج في المجتمع الألماني

التغريبة السورية وصعوبة الاندماج في المجتمع الألماني
"والله ياعمتو بعد ماوصلنا على المانيا فكرنا حالنا رح نرتاح بس طلع انو بلشنا قصة عذاب جديدة"

بهذه الكلمات الحائرة عبرت السيدة أم عمر عن المعاناة والعذابات التي يعيشها السوريون في ظل صعوبة الاندماج في المجتمع الألماني.

وليس المقصود بالمعاناة هي فترة الانتظار ودوامة المراسلات الورقية التي تستمر حوالي سنة حتى يستقر اللاجئ ويحصل على الإقامة وجواز السفر الألماني، بل بالإضافة إلى تلك المعاناة هناك صعوبة الاندماج بعد فترة السنة الضائعة التي يقضيها اللاجئين.

السكن والقوانيين الألمانية أول العقبات أمام الاندماج:

أم عمر تعيش مع وزوجها ولديها شاب وفتاتين تقول لأورينت نت: المشكلة هنا أن عاداتهم غير عاداتنا وحياتهم كلها عمل ولايوجد زيارات ولا تواصل ولا علاقات اجتماعية كالعادات التي ربينا عليها في سوريا، إضافة إلى صعوبة إيجاد منزل فأنا وزوجي منذ أكثر من عام وبالرغم من مساعدة بعض الأصدقاء الألمان لنا لإيجاد منزل لم نستطع من الخروج من الكامب ومللنا من السكن المشترك، أيضا اغلب الألمان لايؤجرون بيوتهم لللاجئين كونهم لايعملون وطالما أنهم لايعملون ممكن أن يحدثوا ضجة في البيت، كما أن هناك قسم من الألمان يعتبرون أن اللاجئين عالة وعبء عليهم بسبب ارتفاع نسبة الضرائب التي يدفعونها 30% من رواتبهم الشهرية، وتضيف أم عمر "ياعمتو كل هاد بكفة والولاد بكفة تانية، ولادي ماعاد يردوا علي وبناتي عم سايرون خايف يضيعوا لانو في ولاد بسبب مشاكل مع الأهل اخدتون الشرطة وعطتون لعائلات ألمانية".

حيث يسمح القانون الألماني بسحب الأطفال تحت سن 18 عاماً إذا تم ضربهم من قبل الأهل أو حرمانهم من أشياء أباحها لهم القانون الألماني، كاللباس والمعتقد وشراء بعض الاحتياجات باعتبار أن الطفل يأخذ مستحقات مالية من مؤسسة الـ "فاملين كاسه" Familien Kasse إلى أن يبلغ من العمر 25 عاماً، وتم تسجيل حالات قليلة تم فيها سحب الأطفال من أهلهم.

ولكن الأمور ليست بهذه السوداوية كما ترويها أم عمر حيث أن هناك كثير من العائلات العربية والعائلات المسلمة قدمت إلى ألمانيا سابقاً وهي تعيش الآن حياة جيدة، حيث يصف سافاج أورهان لأورينت نت وهو صاحب سوبر ماركت تركي ولد في ألمانيا أن أهله وكثير من الأتراك ويقدر عددهم بـ 4 ملايين عاشوا بظروف أصعب من ظروف السوريين والآن هم مرتاحون ويعيشون في بحبوحة، إضافة إلى محافظتهم على معتقداتهم وعاداتهم وتقاليدهم الإسلامية، كما أن التسهيلات التي تقدمها الحكومة الألمانية للسوريين (التعليم المجاني – التامين الصحي – المعونة الشهرية)  لم تكن موجودة عندما جاء الأتراك إلى ألمانيا.

من جانبه المهندس سمير مجذوب يقول لأورينت نت  وهو عضو جمعية ألمانيا لمساعدة اللاجئين ومقيم منذ 30 عاماً في ألمانيا "يعاني معظم اللاجئين السوريين من مشكلة صعوبة الاندماج في المجتمع الألماني لأسباب عدة أهمها صعوبة اللغة الألمانية واختلاف طبيعة المجتمع الألماني الغربي عن المجتمعات الشرقية العربية، إضافة إلى فقدان معظم السوريين لوطنهم الأم سوريا بعد الحرب التي يقودها الأسد على شعبه والتي أدت إلى دمار اغلب المدن السورية".

اللغة الألمانية تعدّ من أهم العوائق أمام السوريين للاندماج:

من جهة أخرى يرى هيثم أبو النور بأن مستقبله كان سيبدأ من ألمانيا لولا صعوبة تعلم اللغة الألمانية باعتبار أنه لو كانت اللغة سهلة سيكمل دراسته ويحصل على شهاة الهندسة والتي تمكنه من تحقيق طموحه، حيث يقول لأورينت نت أنا أحتاج إلى عامين حتى أتمكن من الألمام باللغة الألمانية إضافة إلى دراستي في الجامعة وهذه فترة طويلة وأهلي في تركيا بحاجة للمال، والبحث عن عمل لمساعدتهم أولى من دراسة اللغة سنتين.

ويؤكد السيد يانز الدنر jeanz ALdenar لأورينت نت صعوبة اللغة الألمانية وهو مدرس للغة بقوله: تعد اللغة الألمانية من أصعب اللغات في العالم كونها تختلف في اللفظ عن الأنكليزية كذلك أداة التعريف" ال" والتي تعرف بالانكليزية بـ The  في الألمانية يوجد 3 أدوات وكل قواعد اللغة الألمانية صعبة وهي تشبه قواعد اللغة العربية إلى حد كبير، ولكن مع الأسف هي أصعب بكثير كونه لايوجد قاعدة ثابتة يمكن أن يعتمدعليها الدَارس، ومع الممارسة والمتابعة يستطيع اللاجئ التعلم وكحد أدنى هو بحاجة من سنة إلى سنة ونصف حتى يستطيع التعامل باللغة الألمانية.

غربة وحياة جديدة وبعضم يفضل العودة بعد توقف الحرب:

بعض السوريين يفضل العودة إلى سوريا إذا توقفت الحرب، فـ عبد الوهاب درباس أحد اللاجئين السوريين في مدينة شتوتغارت يقول إن الشعب الألماني لطيف وجيد وأنه يتلقى مساعدة فيما يتعلم بالترجمة وتسيير الأوراق من جمعيات ومنظمات مدنية ألمانية بشكل دائم ولكن وعلى الرغم من ذلك يفضل عبد الوهاب العودة إلى سوريا لو توقفت الحرب هناك كونه يشعر في ألمانيا بالغربة والوحدة إضافة إلى أن الحياة في ألمانيا جديدة ومختلفة جذرياً عن نمط الحياة التي اعتادها في سوريا.

من جانبها السيدة بريغيتا Birgita  المسؤولة عن تجمع لللاجئين السوريين في بلدة ايلفانغن Ellwangen التابعة لولاية بلدن فوتنبرغ  Baden wüttemberg صرحت لأورينت نت بأن اللاجئين السوريين يعانون من مشاكل كثيرة أهمها فقدان بلدهم وفقدان حياة أفضل من التي سيحصلون عليها في ألمانيا باعتقادهم كون سوريا كانت قبل الحرب من أفضل البلدان في العالم على صعيد الأمان والاقتصاد والسياحة والتعايش، كذلك يرى كثير من السوريين أن المساعدة الشهرية والمقدرة بـ 400 يورو التي تقدمها حكومتنا هي قليلة وأنهم في سوريا كانوا يحصلون على أكثر منها، إضافة إلى الغلاء في ألمانيا بالمقارنة مع سوريا قبل الحرب وأنهيار الليرة السورية.

فترة مؤقتة ولا للتعميم بسبب بعض الحالات الفردية:

يرى كثير من المحللين وأصحاب الخبرة بأن المشاكل والصعوبات التي تواجه معظم اللاجئين تنتهي بمجرد تعلم اللغة الألمانية ودخول سوق العمل.

فالسيد أحمد سويد "دكتور في علم النفس" والمقيم في ألمانيا منذ 18 عام يقول لأورينت نت أن جميع اللاجئين في بداية الأمر يواجهون صعوبات لكن ومع مرور الوقت واكتسابهم اللغة ألألمانية سوف تتغير نظرتهم ويرغبون في البقاء باعتبارأن جمهورية ألمانيا الاتحادية تعتبر من أفضل بلدان الاتحاد الاوربي بسبب قانونها الضامن للحريات وبسبب كثرة العمل وقوة الاقتصاد الألماني، ولكن أيضا كل شيء له ثمن والأمر ليس بهذه السهولة.

ويضيف فيما يتعلق بحالات الطلاق والانفصال بين السوريين والتي سجلت نسبة ربما تقدر بـ 4%، لانستطيع التعميم على المجتمع السوري ككل من خلال هذه الحالات، وبالنهاية السوريين الذين قدموا إلى ألمانيا يمثلون المجتمع السوري بكافة تنوعه  وشرائحه ومناطقه، وهذه المشكلة لايتحمل السوريون وحدهم مسؤوليتها لأنه من واجب الحكومة الألمانية توزيع السوريين على الريف الألماني والبلدات الصغيرة والتي تكون فيها درجة الانفتاح والتحرر والصخب أقل من المدن الكبيرة لكي يتم تجاوز مشكلة الصدمة وحالة الاختلاف بين المجتمع الغربي المنفتح والمجمع الشرقي المحافظ التي اعتادها معظم السوريين، ولا أحد يستطيع لوم الحكومة الألمانية كونها الدولة الأوربية التي استوعبت العدد الأكبر من اللاجئين من مختلف الجنسيات وليس من السوريين وحدهم.

برامج تشجيعية:

بدروها قامت الحكومة الألمانية بعدد من الخطوات لمساعدة اللاجئين على سرعة الاندماج وأهم هذه الخطوات هي دورات اللغة الألمانية المجانية للسوريين إضافة إلى تخصيص مجموعات من المنظمات والجمعيات لمساعدة اللاجئين في التنقل والتعرف على المدن والأسواق التي يقطنونها، إضافة إلى القيام بحفلات وولائم الطعام.

يشار إلى أن اللاجئين السوريين هم النسبة الأكبر بين اللاجئين من باقي البلدان الوافدين إلى ألمانيا، والذين وصلوا بعد عبورهم آلاف الكيلومترات، من أجل البحث عن حياة جديدة أفضل لهم ولأطفالهم، حيث أن نسبة السوريون 20,3 %، بواقع حوالي 32 ألف لاجئ، من أصل 160 ألفاَ من جميع الجنسيات طبقاً لبيانات المكتب الإتحادي للنصف الأول من العام 2015 ولا يوجد إحصائيات دقيقة بعدد السوريين في ألمانيا كونه لم يصدر أي إحصائية لعام 2016حيث يقدر عددهم أكثر بكثير من الإحصائيات الصادرة سابقاً.

التعليقات (2)

    مقيم في ألمانيا

    ·منذ 7 سنوات 11 شهر
    بالنسبة للكلام المذكور في هذا التقرير فانه زائف عن الصحة والسبب ان شرائح قلة في المجتمع الشرقي لا تجيد الاندماج التي اطلقته الحكومة الالمانية للاجئين المتواجدين على اراضيها باعتبارهم حفنة جديدة وميزة تدفعهم لاطلاق حملات اندماج كهذا النوع . اما بالنسبة لما يروى عن ارتفاع نسبة الضرائب فانه عار عن الصحة تماما ومن يذكر تلك الاشياء هم حزب المعارضة المتطرف / بدائل لالمانيا / والذي يعتبر اغلب مؤيديه من انصار النازية

    الحوراني

    ·منذ 7 سنوات 11 شهر
    حيث يسمح القانون الألماني بسحب الأطفال تحت سن 18 عاماً إذا تم ضربهم من قبل الأهل أو حرمانهم من أشياء أباحها لهم القانون الألماني، كاللباس والمعتقد وشراء بعض الاحتياجات و دعوة صديق أو صديقة إلى البيت لممارسة الزنى و الإباحية و الفجور و السحاق و اللواط أمام أعين الأبوين السوريين.
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات