نصر الله "المُتقاعد".. والمُعجزة التي ينتظرها "الأسد"

نصر الله "المُتقاعد".. والمُعجزة التي ينتظرها "الأسد"
شيئان ميزا خطاب أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله في تأبين القائد العسكري مصطفى بدر الدين الغامض والمثير للجدل في حياته كما في مقتله، وهما اعترافه بفقدان عدد كبير من مقاتليه في سوريا، بمن فيهم جميع قيادات الصف الأول ومؤسسي الحزب، ثم تجنبه إطلاق الوعود "الإلهية" بتحقيق النصر في الساحة السورية رغم تعهده بزج المزيد من المقاتلين في محرقتها، إذ يُدرك الرجل بأن الوضع في سوريا، تجاوز نقطة العودة إلى ما قبل 2011، ليدخل مرحلة المساومات الدولية على رأس الأسد، والمؤجلة بحسب التوقيت الروسي، لما بعد مغادرة أوباما للبيت الأبيض.

 عملياً، يحتاج بشار الأسد للاحتفاظ بكرسيه الموروث عن أبيه إلى معجزة مستحيلة الحدوث كأن يتبرع بوتين بإرسال الجيش الروسي، إضافة إلى كامل الجيش الإيراني، عدا الموجود من الميلشيات الشيعية متعددة الجنسيات، وذلك لتوفير الأمن عند باب كل بيت ومدخل كل حارة من أقصى جنوب سوريا إلى أقصى شمالها و "للأبد".

وهذا مالا ينوي الرئيس الروسي فعله لأجل عيون بشار الزرقاوات بالطبع، ولا يملك القدرة الاقتصادية والعسكرية لتنفيذه أصلاً، بل إن التناقض بين أهداف موسكو وطهران في سوريا بات مُعلناً، وإحدى تجلياته ما حدث في معركة خان طومان، حيث امتنعت الطائرات الروسية عن تغطية قوات الأسد والميلشيا الإيرانية، أو دعمها لصد هجوم مقاتلي المعارضة بهدف الضغط للمضي بتسوية سياسية مفصلة على المقاس الروسي الذي يعني الحفاظ على ما تبقى من الجيش والأمن بدون الأسد عاجلاً أم آجلاً.

في حين أن نجاح المشروع الإيراني في المنطقة، يستلزم بقاء بشار ولا أحد سواه على رأس سلطة مطلقة، لذا من غير المُستبعد أن يأتي مقتل مصطفى بدر الدين المُبهم، في سياق التضارب الروسي – الإيراني، إلى درجة ذهاب أحد السيناريوهات المُتداولة، إلى أن تصفيته تمت بصاروخ موجه من طائرة سوخوي 25 روسية، على غرار ما أقدمت عليه موسكو عام 1996، في اغتيالها الرئيس الشيشاني الأسبق جوهر دوداييف.

بالتزامن، يتعرض الحزب الإلهي إلى حصار مالي وسياسي غير مسبوق خارج لبنان وداخله، يطال بيئته الحاضنة والمتعاملين معه فضلاً عن أعضائه، وسط شماتة روسية صامتة، جعلته يفقد أعصابه مُطلقاً التهديدات بالويل والثبور وعظائم الأمور لمصرف لبنان المركزي.

فعلاً مسكين حسن نصر الله، إذ بقي وحيداً إثر التهام المحرقة السورية "للأخوة" المؤسسين تباعاً بدءاً من عماد مغنية، فيما "سماحته" الذي كان يترفع عن الحقائب الوزارية، صار يتوسل الفوز بالانتخابات البلدية اللبنانية مُتعكزاً على الرشوة و"التكليف الشرعي" ربما ضماناً لتقاعد مٌريح من الدور الإقليمي، لم يعد بعيداً على ما يبدو.

   

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات