غضب إيراني من أداء روسيا في معارك حلب وخامنئي يستدعي رضائي

غضب إيراني من أداء روسيا في معارك حلب وخامنئي يستدعي رضائي
تمكن الثوار من كسب الجولة الثالثة من معارك منطقة "خان طومان" الاستراتيجية في ريف حلب الجنوبي، وذلك بعد احباط محاولة جديدة لميليشيات إيران الطائفية للتقدم في المنطقة، بالتزامن مع إفشال الثوار هجوماً موازياً للميليشيات الشيعية والفلسطينية في منطقة مخيم حندرات بريف حلب الشمالي، وسط تصاعد السخط الإعلامي الإيراني من أداء الطائرات الروسية، بالتزامن مع ورود أنباء عن استدعاء مرشد إيران "علي خامنئي الجنرال المتقاعد "محسن رضائي"، القائد السابق للحرس الثوري الإيراني، بهدف تولي قيادة القوات الإيرانية في سوريا، خلفاً لقاسم سليماني، وذلك بهدف بعث رسائل طمأنة عشية المسيرات الجنائزية للقتلى، التي ستجوب أكثر من 10 مدن إيرانية اليوم.

خسائر جديدة في ميليشيات إيران

وأفاد مراسل أورينت بمقتل 15 عنصراً من الميليشيات الشيعية، وأسر عدد آخر، إثر احباط فصائل "جيش الفتح" محاولتهم التقدم نحو منطقة "خان طومان".

كذلك قتل أكثر من 30 عنصراً من ميليشيا "لواء القدس" الفلسطيني، خلال استعادة فصائل "غرفة عمليات فتح حلب" كافة النقاط والمناطق التي سيطرته عليها تلك الميليشيا في مخيم حندرات، ، حيث يهدف "الحرس الثوري" الإيراني إلى قطع طريق "الكاستيلو"، الذي يعتبر "الرئة" التي تتنفس من خلاله المناطق المحررة في مدينة حلب.

     أسرى جدد من الميليشيات الشيعية في خان طومان

الطائرات الروسية قصفت مواقع الميليشيات الشيعية

توالي سلسلة الهزائم في صفوف ميليشيات إيران، أثارت تخبطاً في وسائل إعلام ما يسمى "محور الممانعة والمقاومة"، وجددت الانتقادات اللاذعة لدور الحليف الروسي.

وفي السياق، كشف مدير مكتب قناة العالم الإيرانية في دمشق "حسين مرتضى" أن الطائرات الروسية أغارت على مواقع للميليشيات الإيرانية في حندرات، ليفتح أيضاً ملف دور الطائرات الروسية في معارك خان طومان.

وقال "مرتضى" عبر صفحته الرسمية في موقع فيس بوك ":هلق (الآن) فهمنا الطيران الروسي ما طلع وضرب وقت معركة خان طومان وارتقى من ارتقى منا شهداء، يمكن ما كان عندهم بنزين، بس يطلع اليوم ويضرب نقاط لنا اثناء التقدم باتجاه مخيم حندرات بريف حلب وأكتر من غارة ..ما فهمتها هيدي".

تذمر إيراني من الأداء الروسي

سخط "مرتضى" من الأداء الروسي في معارك ريف حلب، يعيد بالأذهان إلى الانتقادات الإيرانية التي وجهت إلى موسكو، خلال سيطرة "جيش الفتح" قبل اسبوع على منطقة خان طومان، حيث نشرت وكالة أنباء فارس المقربة من الحرس الثوري الإيراني، مقالاً للمحلل "سعد الله زارعي"، قال فيه "إن روسيا فضلت عدم التدخل في خان طومان، لكي تحافظ على وقف إطلاق النار".

وسجلت معارك "خان طومان" خسائر بشرية غير مسبوقة في صفوف الميليشيات الإيرانية، وذلك بعد مقتل 30 جندياً إيرانياً، و20 من ميليشيات شيعية أفغانية، و12 عراقية، و8 من حزب الله اللبناني، و20 جندياً من قوات النظام ، إلى جانب عشرات الأسرى والجرحى.

خامنئي يستدعي الجنرال المتقاعد "محسن رضائي"

أصداء الخسائر المتتالية لميليشيات إيران في سوريا، دفع مرشدها "علي خامنئي إلى استدعاء الجنرال المتقاعد "محسن رضائي"، القائد السابق للحرس الثوري الإيراني، والذي ظهر فجأة وسط الناس مرتدياً زيه العسكري الكامل، ويضع كثيرا من الأوسمة ليعلن عودته لمزاولة "عمله الرسمي"، وذلك بعد اعتكافه إثر محاولتين فاشلتين للفوز برئاسة الجمهورية الإسلامية.

"رضائي" خلفاً لسليماني في قيادة الميليشيات الشيعية في سوريا

وكالة الأنباء الإيرانية "فارس" التي يديرها الحرس الثوري الإيراني تساءلت عن "السبب الذي دعا الجنرال رضائي للسعي للعودة إلى عمله القديم"، الاجابة أتت سريعاً من "رضائي" نفسه، والذي عبر في مؤتمر صحافي جرى إعداده على عجل عن "غضبه وحزنه وخوفه من الخسائر الفادحة التي تكبدتها إيران في المعارك الدائرة حول مدينة حلب السورية التي مزقتها الحرب".

" رضائي" قال في أول ظهور له :"لن نترك شهداءنا من دون قصاص، وسوف نحرر حلب في القريب العاجل، وسوف نمحو

التكفيريين الإرهابيين".

استدعاء "رضائي" تزامنت مع ورود تقارير غير رسمية عن أن خامنئي قد طلب من الجنرال "قاسم سليماني"، قائد فيلق القدس والرجل المسؤول عن "تصدير الثورة"، أن يتنحى عن منصبه. ولمواجهة تلك التقارير، نشر سليماني، الذي يجيد العلاقات العامة، هاشتاغ قال فيه "سليماني في حلب"، وذلك لتهدئة بعض منتقديه.

ونشرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إيرنا" خبراً في الصفحة الأولى، زعمت فيه أن "هاشتاغ سليماني" تسبب في "الرعب للتكفيريين"، غير أن الجنرال المعروف عنه إجادته للعلاقات العامة، أظهرت صوره "الِسلفي" المنشورة على المواقع الإلكترونية أنه كان متواجداً في طهران أمس. 

استدعاء "رضائي" لرفع الروح المعنوية

من جهته، رجح المحلل "حسن بصير" أن يكون الحرس الثوري قد تعمد نشر خبر تولي رضائي قيادة القوات في سوريا، بغرض رفع الروح المعنوية بين العسكريين الإيرانيين، بعد أن انخفضت بدرجة كبيرة بسبب الخسائر التي تكبدوها مؤخراً.

 وأكد "بصير" لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية "أن السلطات ربما أرادت إرسال رسائل طمأنة عشية المسيرات الجنائزية

للقتلى، التي ستجوب أكثر من 10 مدن إيرانية اليوم".

وفي حال تأكد الخبر، فإن عودة رضائي لدائرة الضوء كمنسق للجهود العسكرية الإيرانية في سوريا، من شأنه أن يؤكد نقطتين جوهريتين: الأولى أن إيران لم تعد مستعدة للعب دور الوتر الثاني في سوريا، وسوف تصر على تخطيط وإدارة وتنفيذ العمليات التي تتواجد فيها قواتها. 

والثانية أن قادة إيران الكبار استوعبوا فكرة أن الطريقة السهلة نسبيا التي سيطروا بها على لبنان من خلال ما يسمى "حزب الله"، لا يمكن تطبيقها في سوريا أو العراق التي تتطلب مزيداً ومزيداً من التواجد العسكري المباشر.

بدوره، شدد المحلل العسكري "مسعود فزيري"، بأن "جميع (أطفال سليماني) تكبدوا خسائر فادحة في الشهور الأخيرة، ولم ينجزوا سوى القليل"، مضيفاً أن الجزء الأعظم من الوحدات القتالية لما يسمى "حزب الله" اللبناني، ضعفت ولم تعد قادرة على خوض حرب صغيرة لا تبدو لها نهاية في الأفق".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات