بوتين واوركسترا تدمر .. فساد ودماء لا تغطيها الموسيقى

بوتين واوركسترا تدمر .. فساد ودماء لا تغطيها الموسيقى
بعد قنابلها العنقودية التي دمرت المدن السورية وقتلت آلاف السوريين وهجرت مئات الآلاف منهم اختارت موسكو المسرح التاريخي بمدينة تدمر السورية لاظهار أنها تحسن الكلام بلغات أخرى مغايرة للغة القنابل والقتل ولكن ولما أرادت تقديم صورة إعلامية تغطي على صور مجازرها كان وجود أحد العازفين ضمن الفرقة سبباً لفشل حملتها الإعلامية وهذه المرة بسبب بوتين شخصياً.

عازف التشيلو

واقفاً أمام شاشة تلفزيون عملاقة حاول بوتين إعطاء هذه اللحظة ما استطاع من كلمات مهذبة تتناسب مع لغة الموسيقى والتي تعتبرمن أرقى اللغات، لولا أنها في هذه المرة تأتي ممزوجة بدماء السوريين وركام مدنهم وقراهم، ويخاطب بوتين، متجاهلاً كل شيء، الحاضرين بالمسرح شاكراً إياهم على هذه المبادرة، التي وصفها بـ"المبادرة الثقافية الإنسانية الرائعة"، أما الجمهور فما بين التصفيق وترديد الهتافات يقضي وقته بين النظر لساعته والتثاؤب مع تبادل الهمس بعبارات ساخرة عن سبب كل هذه "الهمروجة".  

كان للمشهد أن يكتمل كما أراده بوتين وبالتالي ايصال الرسالة المقصودة من وراء هذا الحفل لولا أن من بين العازفين في الأوركسترا كان عازف "التشيللو" صديق بوتين المقرب "سيرجي رولدوغين" والذي تعرف عليه العالم بأنه أحد الأشخاص الذين استخدمهم بوتين كواجهة لصفقاته حيث ظهر اسمه في وثائق بنما، واعتبره الخبراء مع شخص آخر يعتبر من أصدقاء بوتين المقربين "يوري كوفالتشوك" واجهة لصفقات فساد مالي وحجب ثورة بوتين الحقيقية.

العراب

وبحسب "وثائق بنما" أخفى "سيرجي رولدوغين" في الخارج ملياري دولار في مصارف وشركات سرية. وبالإضافة إلى ذلك، يملك سيرجي رولدوغوين شركات "أوفشور" مرتبطة بشركات حكومية روسية، بينما لم يجد بوتين تبريراً لذلك غير أن سيرجي "أنفق كل الأموال التي ربحها لشراء آلات موسيقية"، وهو عازف آلة التشيللو، شغل منصب مدير معهد "ريمسكي-كورساكوف" الموسيقي الحكومي، والمدير الفني لبيت الموسيقى في سانت بطرسبرغ، وهو "عراب" ابنة بوتين حيث يعتبر من أصدقاء بوتين المقربين.

وفي تفاصيل عملية التحايل التي قام بها بوتين لتبييض الأموال وفق وثائق بنما يتم الاتصال بين "بنك روسيا"، الذي يمتلك فيه رولدوغين حصة بنسبة 3,9 بالمائة، وشركة "موساك فونيسكا" ليتم بعدها تأسيس شركة خارجية "ساندالوود كونتينينتال"، وهي خاصة بأثرياء روس وتم اسنخدام أسماء رمزية للدلالة على ملاكها ولكن في تصريح لأحد محامي الشركة قال فيه "لدي علاقات مع الناس من الكي جي بي. وصولا إلى فلاديمير بوتين"، بالإضافة لشركات خارجية أخرى لها علاقة برولدوغين، ولكن المال بعدها وجد طريقه إلي روسيا عبر شركة "أوزون" والتي تم إقراضها 11,3 مليون دولار من قبل "ساندلوود" في 2010 / 2011، و"أوزون"هي المالك لمنتجع التزلج الخاص "إيغورا" الواقع خارج "سان بطرسبرغ" والذي أحيت فيه "كاتيـا" إبنة بوتين حفل زواجها كما ذكرت صحيفة الغارديان.

تخبط روسي حول "وثائق بنما" والكرملين يربطها بالنجاحات العسكرية في سوريا!

ولم يأت إسم بوتين ضمن الوثائق المسربة، إلا أن أصدقاءه والمقربين منه حصلوا علي ملايين من الجنيهات من خلال صفقات سوف يكون من الصعب تأمينها من دون رعايته. أما رولدوغين وهو محترف الموسيق فيقال بأن الثروة تراكمت لديه مع سيطرته علي أصول بقيمة لا تقل عن 100 مليون دولار.

عملية تدوير الأموال كما نشرتها صحيفة الـ"غارديان"

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات