الإيمان بالفكرة و التضحية من أجلها ( الثورة السورية )

الإيمان بالفكرة و التضحية من أجلها ( الثورة السورية )
كلنا يعلم بحال الثورة السورية و مما تعانيه ، ففي كل يوم شهداء و جرحى ، في كل يوم ثكالى و أرامل ، في كل يوم قصف و تشريد ، في كل يوم سجال بين الضيق و الفرج ........ .

أصبح الكثير من الناس في حالة شتات و تقلبات ، تارة يميلون لليأس و تارة للتفاؤل ، هذا الأمر عاد سلبا على الإيمان بفكرة الثورة و أهدافها ، مما أدى إلى إضعاف الهمم و العزائم للتضحية من أجل الفكرة  .

فينتج سؤال يجوب في الشوارع ، ما هذه الثورة و لماذا و كيف ....... ؟

لقد قامت الثورة السورية لأهداف و مبادئ  لطالما حرمت منها طوال سنين مضت من نظام ظالم فاجر .

و خروج هذه الثورة لحكمة من الله سبحانه عظيمة ، تكمن في إيقاف المد الباطل ، مد النخر في الدين و التلاعب به من قبل الفرس المجوس الذين سهل النظام لهم الانتشار في سوريا انتشار واسعا و لتبليغ دعوتهم الباطلة و نشر التشييع ، و للأسف شارك هذا أيضا إهمال الناس لدينهم الحنيف و نسيان نعم الله عليهم و فضله ، فأذن الله سبحانه لخروج هذه الثورة و الوقوف في وجه هذا النظام و مده المجوسي ، و حماية الدين منهم ، ورفع الظلم عن الناس ، و نزلت سنة الله في أرضه سنة الابتلاء لإعادة تأهيل الناس لحمل الأمانة التي حملها الصحابة و التابعون من قبلهم ، حمل نشر الدعوة الإسلامية و حمايتها من أيدي التلاعب و الشرذمة ، و نيل التمكين من الله سبحانه في الأرض ، فبتمكين الله يكون ذلك وصولا لمعالي الأمور و الأهداف التي نبتغيها، أمن و سلام ، نهوض و تطور ..... إلخ  .

هذا الابتلاء الذين نخوضه اليوم ، جعلنا نتعلم أمور كثيرة ، لقد أصبح الجوع و الحصار عنوانا لنا لحفظ نعم الله و إدراكها ، و أصبح القصف و الدمار عنوانا لنا لمعرفة معنى الأمن و السلام ، و أصبح الجهاد و الشهداء عنوانا لنا لقدرة حمل هذه الدعوة ، فلنتعظ يا أولي الألباب .

هذه المراحل التي مرت بها الثورة السورية ، كحال المراحل التي مرة بها الصحابة المهاجرين فقد ظلموا و هجروا و عذبوا و حوصروا و صبروا حتى نالوا التمكين من ربهم و النصر و الفتح لإكمال مسيرتهم في حمل الدعوة و حمايتها .

إن الله جل جلاله طمأن قلوبنا و ضمن لنا نصرنا و فتحنا في آية عظيمة ، فيقول رب الأرباب :

> 38-41 الحج

فيذكر لنا صاحب الظلال السيد قطب رحمه الله ، أمر مهم في تفسيره لهذه الآية فيقول : ( إن قوى الشر والضلال تعمل في هذه الأرض، والمعركة مستمرة بين الخير والشر ، والهدى والضلال ، والصراع قائم بين قوى الإيمان وقوى الطغيان منذ أن خلق الله الإنسان .

والشر جامح والباطل مسلح ، وهو يبطش غير متحرج، ويضرب غير متورع ويملك أن يفتن الناس عن الخير إن اهتدوا إليه، وعن الحق إن تفتحت قلوبهم له ، فلا بد للإيمان والخير والحق من قوة تحميها من البطش، و تقيها من الفتنة وتحرسها من الأشواك والسموم .

ولم يشأ الله أن يترك الإيمان والخير والحق عزلا ، تكافح قوى الطغيان والشر والباطل اعتمادا على قوة الإيمان في النفوس وتغلغل الحق في الفطر، وعمق الخير في القلوب ، فالقوة المادية التي يملكها الباطل قد تزلزل القلوب وتفتن النفوس وتزيغ الفطر. وللصبر حد وللاحتمال أمد، وللطاقة البشرية مدى تنتهي إليه.(

وقبل أن يأذن لهم بالانطلاق إلى المعركة آذنهم أنه هو سيتولى الدفاع عنهم فهم في حمايته: «إِنَّ اللَّهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا» ..

الإيمان بالفكرة هو الاقتناع التام بها و التسليم لها و العمل على إنجاحها .

فعلينا أن نؤمن حق الإيمان بالفكرة ( الثورة ) و بأهدافها و قيمها و مبادئها ، و لنجعل من مصائبنا و معناتنا ، دافع تحفيزي لنا ، ليزداد إيماننا بربنا جلا و علا و توكلا عليه ، و ليزداد حماسنا للوصول و نيل ما نبتغيه ، فإن بعد كل محنة منحة ، و بعد كل عسر يسر ، و بعد كل ضيق فرج .

{ إذن إيماننا لهذه الفكرة ( الثورة ) و تضحيتنا من أجلها ، طريق لإنجاحها } .

التعليقات (2)

    الدمشقى

    ·منذ 7 سنوات 11 شهر
    أنتم تؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فانتم اتكلتم على الآية الكريمة وهي حق وأهملتم أيات في هذا السياق منها الاستعداد لقتال العدو فلم تعدوا للمعركة من اي ناحية من نواحيها كما أن الله أمر بالوحدة وانتم متفرقون وأمركم الله بالعمل كالجسد المرصوص وانتم شيع وأحزاب يكفر بعضكم بعض ويقتل بعضكم بعض، إذهب وتعلم الإسلام قبل أن تحاضر فينا.

    كردي عراقي يحب السوريين

    ·منذ 7 سنوات 11 شهر
    أخي الحبيب الی متی هذا الدمار كل يوم قتلی و جرحی وارامل وأيتام.. وبصراحة روسيا بعاهراتها و سفهائها وإيران بمغفليها وشياطينها لن يتركوا البعث الشيعى وبشار الجرذ. ../وتقبل تقديري وحبب
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات