والثانية ارتكبها الكوريون الجنوبيون بحق الكوريين الشماليين في عام 1950، إذ قتل ما يزيد على نصف مليون كوري متعاطف مع الحزب الشيوعي الرافض للوجود الغربي في بلاده، وبعض الإحصائيات ترفع الرقم إلى أكثر من مليون. وسميت هذه المجزرة بمجزرة “رابطة بودو”.
أما الثالثة فكانت في 1994، فقد شن القادة المتطرفون في جماعة الهوتو التي تمثل الأغلبية في رواندا، حملة إبادة ضد الأقلية من توتسيي. وخلال فترة لا تتجاوز ثلاثة أشهر، قُتل ما يزيد على 800 ألف شخص وتعرضت مئات الآلاف من النساء للاغتصاب.
تروي كتب التاريخ أيضاً عن أغرب وأبشع المجازر، التي شهدها العام، بأنها وقعت في مدينة معرة النعمان في ادلب على يد الصليبيين. ففي عام 1098 وقعت مذبحة معرة النعمان السورية أثناء الحملة الصليبية الأولى، بقيادة “ريموند ديسانت كيل” فبعدما نجح الصليبيون في اختراق أنطاكيا، وصلوا المعرة واجتاحوا أسوارها وقتلوا 20 ألفاً من سكانها، وأكلوا لحم الكثير منهم. ويقول المؤرخ رودلف منكاين “في المعرة قواتنا سلقت الكفار أحياءً في قدور الطهي، وخوزقوا الأطفال على أسياخ وشووهم على النار وأكلوهم”.
الكتب ستذكر يوماً، أن التاريخ عاد إلى سوريا بعد حوالي ألف عام ليشهد أكبر مجزرة وأبشعها، وستروى قصصاً عن مقتل مئات الآلاف قهراً وقصفاً، وأغربها جوعاً أيضاً، طلبا للحرية.
ستذكر الكتب، مازن العسلي من مخيم اليرموك في دمشق، أنه انتحر قهراً وجوعاً، بعدما عجز عن تأمين الطعام لعائلته، ستذكرالكتب كلمات أم مازن، التي تتحدث عن ابنها الذي شنق نفسه، بعدما ضاقت عليه الأرض بما رحبت، وبعدما أعاد بشار ونظامه تذكيره بأنه وأشقائه السوريين ممن يموتون جوعاً وقهراً وقصفاً لن يكونوا إلا سواء. ستذكر الكتب أن بشار ونظامه حاصر ملايين الأطفال والشيوخ والنساء، وقال لهم، ما أنا بمطعمكم حتى تركعون.
تذكر كتب التاريخ أن علياً كرم الله وجهه قال “لو كان الفقر رجلاً لقتلته” أما وقد تحققت مقولة علي، وصار الفقر جوعاً ورجلاً ممن يدعون تبعيته.
التعليقات (9)