أيها العالم الكاذب.. استرجع نوبل من أوباما

أيها العالم الكاذب.. استرجع نوبل من أوباما
حصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما على جائزة نوبل للسلام عام 2009، بعد اقل من 9 أشهر من وصوله لسدة رئاسة أمريكا،  واليوم بعد 8 سنوات من إقامته في البيت الأبيض، تبدو جائزة نوبل للسلام فاقدة لكل مصادقية مع بقائها مع رئيس أمريكي راقب بحراً من دماء السوريين، شكلت سياسته أحد أهم نقاط تغذيتها.

لا يمكن لأي أمريكي أن يقارن رئيسه "أوباما" بمؤسس الحزب الشيوعي في الهند الصينية "لي دوك ثو" الذي رفض جائزة نوبل للسلام عام 1973، لأن هنري كيسنجر كان شريكه فيها، و"دوك ثو" الذي قاد البعثة الفيتنامية لمفاوضة الأمريكيين في محادثات سلام، والذي تولى تنظيم المقاومة في جنوب فيتنام ضد أمريكا، رفض شراكة كيسنجر "شريكه بالتفاوض" احتجاجاً على بقاء الاتفاقية التي توصلا إليها حبراً على ورق، وشتان ما بين رجل استلم جائزة سلام مع بداية حكمه، وأكمل حياته ما بين أخطاء واعتذارات وأيدي ملوثة بدماء شعب كامل، وما بين آخر قاد مقاومة بلاده ورفض استلام جائزته لتسجيل موقف ذكره ويذكره التاريخ.

أوباما الذي يستعد لمغادرة البيت الأبيض بعد ثماني سنوات من حكم أعظم قوة في العالم، بدأ سلسلة من الاعترافات والاعتذارات على أخطاء سياسته، ومالم يعتذر عنه هو، تولى أمريكيون آخرون الاعتذار عنه.

اعتذر رئيس أمريكا في أكتوبر لمنظمة اطباء بلا حدود بعد قصف الجيش الأميركي مستشفى تابع للمنظمة في قندوز بافغانستان مما اسفر عن سقوط 22 قتيلا، واعترف الرئيس الأمريكي بأن أكبر الأخطاء التي ارتكبها خلال فترة رئاسته هو فشله في وضع خطة ناجحة لمرحلة ما بعد سقوط نظام القذافي.

اعتذاراته لم تأت لأن ثمة ضمير استيقظ فجأة، وإلا لكان قضى ليله ونهاره بالاعتذار من السوريين الذي راقب موتهم على الهواء مباشرة من بيته الأبيض لأكثر من خمس سنوات، ولو أن ثمة ضمير استيقظ لدى حامل جائزة نوبل للسلام، لاعترف أنه شريك بشار الأسد وإيران وروسيا في كل نقطة دم سالت في سوريا.

حامل جائزة نوبل للسلام، رفض 50 اقتراحاً عام 2012 من وكالة استخباراته الـ CIA لإزاحة بشار الأسد، بحسب حديث مطول لأحد ضباط الوكالة "دوغ لوكس" قبل حوالي الأسبوعين، وجاء رفض أوباما بعد موافقة الكونغرس ورؤساء لوكس في الاستخبارات على تلك الخطط، ولم يكتف الرئيس الأمريكي في رفض الخطط وإنما رفض حتى الاستماع لتلك الخطط، ولعله واقع في عشق الأسد وإيرانه وميليشياته الشيعية، ليصبح الرئيس الأمريكي الأكثر جبناً والأكثر تعرضاً للانتقادات والسخرية من شعبه وإعلام بلده.

ليس بعيداً عن حلب يجلس أوباما، لا يضع نظارات لرؤية المشفى التي دمرها طيران روسيا، يدندن بأغاني عنصرية ليستجمع قواه ويخرج مبرراً لروسيا قصف حلب، وارتكاب المجزرة بعد المجزرة، وقبل نخب مجزرة مشفى حلب، يعلن أنه لن يرسل قوات عسكرية للإطاحة ببشار الأسد، وأن إرسال قوى إنما هو أمر خاطئ.

أمريكا اليوم، يحكمها رئيس عنصري يحمل جائزة نوبل للسلام، يكذب على العالم بكلمة "ديموقراطية"، ويغسل يديه سريعاً من دم السوريين، فيرفض إقامة منطقة آمنة، ويراقب داعش التي يدعي أنه يحاربها تنمو وتتكاثر خلال 4 سنين، ويطرد اللاجئين، ويمنّن السوريين أنه ربما يستقبل بضعة آلاف من اللاجئين، بينما سفراؤه بكل العالم يطردون السوريين إلا إذا أثبتوا أن حسابهم البنكي مليء بآلاف الدولارات، ويضغط مع حلفائه الأوروبيين على تركيا لفرض فيزا على السوريين فلم يعد يوجد بالعالم مكان يقبل منح الفيزا للسوريين "موتوا بأرضكم أيها السوريون ونحن سنحتفل مع نوبل بالسلام بعد أن تبادون". 

يرسل أوباما قواته لمساعدة الميليشيات الكردية الموالية للأسد بحجة محاربة داعش، ولا يفتح عينيه ليرى فضيحة الاستعراض الذي تجاوز كل استعراضات داعش في عفرين، سيارات محملة بجثث شهداء سوريين تجوب المدينة مع أغاني تهليلية، هؤلاء يا أوباما أمريكا ضحاياكم، وأولئك شركاءكم.

سؤال بسيط سيد أوباما: ماذا قدمت للسلام العالمي لكي تحتفظ بجائزة نوبل؟ يقولون حققت شيئا للشعب الأمريكي، حسنا الماما فاطمة في مخيمات لجوء السوريين بتركيا حققت أكثر منك في خيمتها لخمسين طفل سوري وبدون سندات الخزانة الأمريكية، فهل سمعت أنت ونوبل عنها؟ هل سمعت عن إنجلينا جولي القديسة السورية؟

جائزة نوبل هي من حق أطفال سوريا، هي من حق شعب تركيا وشعب اليونان الذين قدموا لأطفال سوريا ما عجز كل العالم عنه.

أوباما الكاذب.. أيها العالم الكاذب.. خذوا نوبل من أوباما.

التعليقات (10)

    محمد فتاح

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    مقال راءع يصف الأمور كما هي بلا تزييف هذا فعلا اثبت ولاءه الكامل لاسراءيل و دعمه لنظام فرعون سوريا

    مجنون

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    الدعوه مفتوحه للمجرمين للمشاركه بقتلنا ولكن لم يعد مشاركتن جدد لان الجميع مشارك حتى نحن مشاركين اطفال ونساء وشباب ورجال وشيوخ ومهاجرين هربنا من اغلى مانملك بلدنا وتخلينا عنها ولم نحمل السلاح دفاعا عنها ولم نضحي في سبيلها فلم نلوم العالم والسمكه الكبيره تاكل الصغيره صغرنا انفسنا فلنعترف باننا نستحق ماحدث لنا

    نور ملاح

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    مقال موفق جدا جدا، ليته يترجم وينقل للصحافة العالمية ، فليعرف أحرار العالم وشعوبه المغيبة المنومة مغناطيسيا بوسائل الإعلام ، أن من يحكم العالم ويمنح جوائز السلام ويدير الأمم المتحدة ووسائل الإعلام واقتصاد العالم هم عصابة مافيا إجرامية ماسونية ، تحكم الدول بواجهات متعددة ليبرالية وديمقراطية و إسلامية وداعشية ، تريد تدمير العالم وطحن الشعوب وإذكاء الكراهية لتسيطر على كوكب الأرض الغارق في الدماء والحروب والأشلاء. أقل الواجب هو فضحهم و تجميع القوة ضدهم وعلى سطح الكوكب مازال هناك الكثير من الشرفاء .

    هدي الفاروق

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    بارك الله فيك أخت هنادي الخطيب كفيت ووفيت بل أعدت الصورة بالابعاد الرباعية لمن كان له قلب وألقى السمع وهو شهيد.

    العرقوب حاصبيا

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    الله يرحم نيلسون مانديلا لو كان بعده عايش وشاف مايفعله الاسود اوباما العنصري لكان فضل ان يموت و يدفن في مقابر البيض وليس السود..

    سامي الصوفي - واشنطن

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    رائعة ... سلمت يداك!

    محمد عمر

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    نحن امة ضائعة بين الكذب والحقيقة ليس امريكا واسئرائيل برا منا نحن العرب تعلمنا المبدا والطريق القتل والنهب من الف واربعمئائة عام كفا الكذب والحقيقة

    mohamad khatib

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    رااااائعة اوباما هو قمة الكذب السياسي وعدم خبرة بالسياسة ويرتجف خوفا من اخذ قرارا لانه ليس رجل قائد انه منقاد .

    مشاهد

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    لاشك الموقف الأمريكي الحالي غير مقبول تجاه جرائم النظام الأسدي ضد الشعب السوري، لكن مشكلتنا نحن السوريون أننا ننسى مواقفنا العدائية للسياسة الأمريكية التي غذتها الأنظمة القومية العربية، فالثقافة السياسية السورية عموما متأثرة بالفكر القومي والديني لدرجة التحجر بحيث تفتقد للواقعية والمرونة والبراغماتية، فالثقافة الديمقراطية تكاد تكون معدومة في ثقافتنا بالمقارنة مع الثقافتين القومية والدينية، لو كانت المعارضة المقاتلة منسجمة وموحدة فيما بينها وترفع شعارات ديمقراطية لتغيرت السياسة الأمريكية تجاهنا.

    غسان النجار

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    لا تعليق أروع بعد الكلام الوارد في المنشور أعلاه
10

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات