مشروع كلاريون

مشروع كلاريون
لقد دعم كلٌّ من  بشار الأسد و إيران القاعدة لسنوات , لدرجة أن على الغرب تقبيل أقدامهما ..يتم استخدام داعش بشكل مماثل .

مشروع " كلاريون "

تجاوز جيش الديكتاتور السوري بشار الأسد وضعه بمساعدة من روسيا وإيران وحزب الله والميليشيات الشيعية العراقية ليصل الأمر لمرحلة الحديث عن هجوم ضد الرقة ،  "عاصمة  " الدولة الإسلامية , لكن حربه هذه سابقة لأوانها، و ستكون محفوفة  بالمخاطر الكبرى.

بدايةً , يجب أن نكون على دراية باللعبة التي يقوم بها الأسد ومؤيدوه الإيرانيون, والسبب الذي يجعل احتمالية مشاركة الجيش السوري  في معركة دامية في الرقة غير ممكنة .

يريد النظام السوري  نجاح الدولة الإسلامية ، و لعل تعبير " يحتاج نجاحها "  هو الأنسب .

إن  استراتيجية الأسد في جعل المتطرفين الإسلاميين واجهةً لمعارضته تعود إلى عام 2009 ..

بدأت هذه الاستراتيجية  قبل الحرب الأهلية بثلاث سنوات , و لم تتغير استراتيجية الأسد.

دعم كلٌّ من  إيران والأسد تنظيم القاعدة لسنوات من أجل تقديم أنفسهم كأشرارٍ لا غنى عنهم , و على الغرب أن يقبل أقدامهم  , و يتم استخدام داعش بطريقة مماثلة .

ليصل الأمر بنظام الأسد لدرجة شراء النفط  من داعش لتمويلها .

السبب في تركيز الغالبية العظمى من قوة النيران الروسية والسورية  على متمردين آخرين " الثوار " غير داعش والقاعدة , هو الحفاظ على ورقة رابحة الأسد..

من  مصلحتهم أن تكون داعش هي آخر قوة معارضة متبقية على الساحة .

يستفيد الأسد أيضا من أزمة اللاجئين الناجمة جزئيا عن داعش , لأنه يغير التركيبة السكانية لصالح نظامه من خلال الحد من السكان السنة , والفائدة المضافة هي أنه يزيد الضغط على المجتمع الدولي , بحيث يدفعه لأن يرضخ لاختيار قبول حكمه على إطالة أمد الحرب الأهلية.

مصادر عسكرية سورية تتحدث  عن عملية إعادة السيطرة ، والتي هي في اتجاه الرقة. فمن المنطقي لقوات الأسد في حال استمرارها قدماً لاستعادة السيطرة على الرقة ؛أن تنهك أكثر مما هي منهكة الآن في حال قررت التحرك شرقا لمعركة مكلفة دامية في الرقة.

لا تزال هناك مناطق في الجنوب والوسط بين حمص وحماه، وشمال غرب البلاد , التي يحتاج الأسد  لترسيخ السيطرة عليها.

ثانيا، دخول الأسد وحلفائه الشيعة المتطرفون إلى منطقة الرقة قد يحفّز الملايين من أنصار الدولة الإسلامية االذين لم يحملوا السلاح بعد.

استطلاعات الرأي للعام الماضي في 11 بلداً عربياً من أصل 22 ,  تشير إلى ان داعش تحظى بشعبية لا تتعدى 5,8 % في كل بلد عربي , فالنتيجة لا تقل عن 21  مليون مؤيد .

استناداً إلى الإحصائيات في 11 بلداً عربياً فقط يمكن القول بوجود 8 ملايين مؤيد ,  بغض النظر عن رؤيتنا لذلك فإن داعش تمتلك مخزوناً بشرياً يمكنه النمو بشكل كبير  , يمكن لداعش أن تعمل على تجنيد هذا المخزون البشري و تلقينه معتقداتها .

إذا قرر الأسد وحلفاؤه الشيعة المتطرفون الاستمرار لما  بعد الرقة، فمن المفترض أن الأسد ينوي هزيمة داعش ، مما يعني الاستيلاء على الجزء الشمالي الغربي من الخلافة حيث تقع  " دابق "

كما أوضح مشروع كلاريون من البداية ، دابق هو الموقع الجغرافي الأكثر أهمية في رؤية داعش "على أساس النبوءة الإسلامية .

العدد الأخير من مجلات داعش  الصادر باللغة الانجليزية  و المسمى   (دابق )  , يصور الحالة كما يلي :

أن المسيح الدجال في قيادة الجيش الشيعي الإيراني في المعركة ضد المهدي ، و المهدي  أقرب ما يعادل" المسيح "في الإسلام.

وبالنسبة لمؤيدي داعش ، فإن هجوماً من قبل الأسد وإيران نحو الرقة و دابق , سيبدو بلا شك و كأنه نبوءة تتكشف , مما سيدفعهم قدماً نحو هذه الحرب . وتشمل هذه النبوءة الحرب مع تركيا في جميع أنحاء المنطقة حول دابق  , مما يجعل الحديث عن هجوم بري تركي _سعودي يعزز هذه القناعة.

علينا أن نتذكر أيضا أن اعتماد الأسد على إيران يجعله مجرد  سكرتير صحفي للنظام الإيراني في هذه المرحلة ، الأسد بمظهره بالغربي و توجهه العلماني  هو مفيد للغاية. وبصرف النظر عن توسيع الهلال الشيعي المتشدد , هناك علاقة تكافلية ؛ حيث يؤدي النفوذ الإيراني  لخلق النفوذ السني المتطرف , ليصار  لمواجهته.

وأخيرا، فقد أصبحت داعش قادرة على الازدهار بسبب الحرب الأهلية في سوريا. و أخذ الأسد الرقة أو حتى سحق الخلافة الداعشية في سوريا لن يغير ذلك ..

إرهابيو داعش سيتابعون القتال , و الضغط سيجبر " الثوار " على الالتحاق بالحلف  الذي يهيمن عليه الاسلاميون بغض النظر عن الانقسام الايديولوجي، وفق ما تنبأت به شهادة حديثة من مدير وكالة استخبارات الدفاع المركزية الأمريكية .

إن التهليل لشعار استعادة بشار الأسد للرقة , ما هو إلا تهليل لاستعادة إيران للرقة , بإمكاننا الاحتفال بفقدان داعش للرقة _في حال حصول ذلك _ لكننا لن نحتفل بوقوعها في أيدي الإيرانين .

لقراءة المقال باللغة الانجليزية :

https://counterjihadreport.com/tag/dabiq/

Clarion Project, by Ryan Mauro, Feb. 15, 2016

خلاصة المقال , إسقاطاً على رؤيتي الشخصية :

إيران والأسد _ كخادم لها _ يتابعون سياستهم الداعمة للقاعدة التي اتبعوها منذ الغزو الأمريكي للعراق  لترويج أنفسهم كأفضل الحلول بعد أن يعيثوا فساداً في الأرض .

مخطط إيران يهدف لتقوية القاعدة " كطرف سني متطرف " لتخلق الذريعة لمواجهته لتصل إلى توسعة هلالها الشيعي من جهة و لتثبيت الأسد كشخص علماني منفتح على الغرب,  و بمثابته الحل الوحيد الأقل ضرراً ؛ ما بين داعش أو استمرار الحرب في سورية إلى ما لا نهاية .

مشروع كلاريون , يتحدث عن نهاية العالم وفق رؤية داعش و عن معركة مرج دابق , و التي تطرق إليها مدير مركز استخبارات الدفاع الأمريكية قبل فترة وجيزة .

داعش تعمل على تحريض المنتسبين إليها من خلال هذه النظرية و حشدهم بل و استقطابهم من دولهم مستخدمة " دابق " كشعار عن اقتراب الساعة .

الأسد و إيران و داعش و الميلشيات الشيعية في خندق واحد تخدم مصالح بعضها البعض .

ترجمة و تحليل :

د. زهير إبراهيم  حنيضل

21 / 04 / 2016

التعليقات (1)

    اخبار سيارات

    ·منذ 7 سنوات 11 شهر
    الموقع site url http://saudiauto.com.sa ______________________ name الاسم اخبار سيارات _______________________ الايميل email بريد الكتروني [email protected] ________________________ التعليق comment thank you اخبار السيارات
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات