إيطاليا تستدعي سفيرها في مصر و تصف مقتل "ريجيني" بالعملية "البربرية"

إيطاليا تستدعي سفيرها في مصر و تصف مقتل "ريجيني" بالعملية "البربرية"
أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية، اليوم الجمعة، استدعاء سفيرها من مصر، بسبب قضية مقتل الباحث الإيطالي "جوليو ريجيني".

وأكدت الوزارة في بيان لها أن وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتلوني أمر باستدعاء السفير "ماوريزيو ماساري" من القاهرة إلى روما للتشاور، وأضافت أن القرار يأتي "بعد التطورات في تحقيقات قضية ريجيني، وخاصة الاجتماعات التي عقدت، الخميس والجمعة، في روما بين فرق التحقيق المصرية والإيطالية.

ولفت البيان الذي نشرته الوزارة على موقعها إلى أنه "بناء على هذه التطورات، فإن هناك حاجة إلى تقييم عاجل للتصرف الأنسب من أجل التأكد من الحقيقة في عملية قتل جوليو ريجيني "البربرية".

ويأتي ذلك بعد يوم من سفر وفد مصري رسمي إلى إيطاليا لإطلاع الجانب الإيطالي على التحقيقات في القضية.

وقال وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني في تغريدة إن إيطاليا تريد "شيئاً واحداً فقط: الحقيقة بشأن جوليو".

وتشير جماعات حقوقية إلى أن أجهزة الأمن المصرية مسؤولة عن مقتل "رجيني"، ولكن مصر تقول إن تشكيلاً عصابياً وراء الأمر.

وكانت وزارة الداخلية المصرية أعلنت، في 24 مارس/ آذار الماضي، العثور على حقيبة بها متعلقات ريجيني، وبينها قطعة داكنة تشبه مخدر الحشيش ومتعلقات نسائية، بعد أن تمكنت من قتل عصابة إجرامية مكونة من 4 أشخاص، وقالت إن العصابة "متخصصة في انتحال صفة ضباط شرطة واختطاف الأجانب وسرقتهم بالإكراه".

وأثار بيان الداخلية المصرية انتقادات من مسؤولين إيطاليين وموجة تعليقات ساخرة من نشطاء وإعلاميين مصريين. 

واختفى ريجيني (28 عاماً) في 25 يناير الماضي قبل العثور على جثته في فبراير/ شباط الماضي وكان بها آثار تعذيب، مما أثار توترا في العلاقات بين مصر وإيطاليا، وإصدار البرلمان الأوروبي قرار يدين ما وصفه بـ"تعذيب جوليو ريجيني واغتياله في ظروف غامضة"، معتبراً أن "حادث مقتله ليس الوحيد إذ يأتي في سياق ظاهرة متكررة تشمل حوادث تعذيب واعتقال وقتل في مصر خلال السنوات الأخيرة".

والجدير بالذكر أن صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية كشفت قبل يومين أنها تلقت رسائل إلكترونية من شخص مجهول، يعتقد أنه من جهاز الشرطة السرية المصرية، حيث تكشف الرسائل عن تفاصيل جديدة حول مقتل واختفاء "ريجيني" في القاهرة بين 25 كانون الثاني و3 شباط الماضي.

وقالت الصحيفة بأن "أمر احتجاز ريجيني صدر من الضابط خالد شلبي، رئيس شرطة المباحث وقسم التحقيقات بمديرية أمن الجيزة"، حيث اختفى ريجيني في 25 كانون الثاني الماضي و أضافت  إن نفس الضابط، وله سابقة تعذيب، بعد العثور على جثة ريجيني، كان يدعم فرضية حادث السير في مقتله ثم الجريمة بدوافع المثلية الجنسية. 

ويتابع المجهول "قبل احتجاز ريجيني، كان شلبي هو من يتولى مراقبة منزل وتحركات الضحية وطلب تفتيش شقته بصحبة ضباط من الأمن الوطني"، ويضيف "شلبي هو من احتجز ريجيني يوم 25 كانون الثاني 2016 بمقر مديرية أمن الجيزة لـ 24 ساعة". 

وتم تجريد ريجيني في مديرية الأمن من هاتفه الجوال وأوراق هويته، ومع رفضه الإجابة على أي سؤال في غياب مترجم وممثل للسفارة الإيطالية تم لكمه لأول مرة،  "المحقق كان يريد معرفة شبكة اتصالاته مع زعماء الحركات العمالية المصرية والمبادرات التي يجري الإعداد لها"، بحسب الرسائل.

بعدها، بين يومي 26 و27 كانون الثاني "بأمر من وزير الداخلية المصري اللواء مجدي عبد الغفار، نُقل ريجيني إلى مقر الأمن الوطني بمدينة نصر"، وكرر الطالب الإيطالي أنه لن يتكلم إلا أمام ممثل السفارة.

ويضيف المجهول للصحيفة "تم إبلاغ رئيس الأمن الوطني، محمد شعراوي، الذي يأتمر بتوجيهات وزير الداخلية، أن يجعله يتكلم". "وهكذا بدأت 48 ساعة من التعذيب المتصاعد"، بات ريجيني خلالها شبه فاقد للوعي".، طبقاً للرسائل.

وعن طبيعة التعذيب يقول المجهول "تم ضربه على الوجه، وضربه بالعصا على القدم، وتعليقه على باب، وإخضاعه لصدمات كهربائية في أماكن حساسة، وحرمانه من الماء والطعام والنوم، وتركه عارياً واقفاً في غرفة تغطي المياه أرضيتها والتي يتم كهربته كل نصف ساعة"، كما تؤكد الصحيفة وتقول إن هذه التفاصيل كانت لا تزال مجهولة إلى الآن، وأكدتها نتائج تشريح جثمان ريجيني في إيطاليا.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات