"إعلان هوية العلوية"
ونشرت "هيئة الاذاعة البريطانية" (بي بي سي) المعروفة بمواقفها المواربة تجاه الثورة السورية، والتي تعمل ضمن "بروباغندا" تعويم نظام الأسد؛ وثيقة "ملتبسة" بعنوان "بيان الهوية"، صادرة عن من أسمتهم "زعماء الطائفة العلوية في سوريا "، يتنصلون فيها من نظام بشار الأسد، وينفون انتماءهم للطائفة الشيعية.
نموذجاً ثالثاً "داخل الإسلام"!
ويرى "قادة الطائفة العلوية" وفق وثيقة "بي بي سي" أنهم يمثلون نموذجاً ثالثاً "داخل الإسلام"، وذلك عبر تشديد الوثيقة على أن العلويين ليسوا من الشيعة، كما صنفهم زعماء الطائفة الشيعية في الماضي، بل ويرفضون فتاوى التي "تجعل العلويين فرقة من فرق الشيعة".
ادخال تعديلات ومعتقدات إلى الطائفة
ويشير العلويين في وثيقتهم إلى أنهم أدخلوا معتقدات ديانات التوحيد الأخرى في طائفتهم، منها اليهودية والمسيحية، معتبرين ذلك "ليس انحرافاً عن الإسلام، بل دليل على ثراءنا وعالميتنا".
شرعية النظام لا تكتسب إلا بمعايير "حقوق الإنسان"!!
وروجت "بي بي سي" في وثيقة "الهوية" الصادرة عن زعماء العلويون بأنهم يؤمنون "بقيم المساواة والحرية والمواطنة"، ويدعون إلى نظام علماني في سوريا مستقبلاً، يعيش فيه الإسلام والمسيحية وجميع الديانات سواسية، لافتين إلى التزامهم بمكافحة "الصراع الطائفي".
ويشدد "زعماء العلوية" الذين يسيطرون على الحكم والأجهزة الأمنية في سوريا منذ أربعين عاماً، على أن شرعية النظام "لا تكتسب إلا بمعايير الديمقراطية وحقوق الإنسان".
العلويين يقتلون بسبب عقيدتهم؟؟
"بي بي سي" ذكرت أنها قابلت أحد الموقعين على الوثيقة، والذي رفض أن يذكر اسمه، وقال "إنهم أصدروها لتحديد هوية الطائفة لأن الكثير من العلويين يقتلون بسبب عقيدتهم"!.
دعوة لعدم تحميل العلويين "الجرائم التي ارتكبها النظام"
ورأى أحد الموقعين على الوثيقة أن الهدف من هذه الوثيقة هو "التأكيد على أن جميع طوائف الإسلام إخوة"، وأنه لا ينبغي تحميل العلويين "الجرائم التي ارتكبها النظام"، وأن مستقبل سوريا اليوم بين أيدي المجتمع الدولي.
"تحرر" العلويين!!؟
ويتمنى الموقعون وفق الشبكة البريطانية أن "تحرر" وثيقتهم العلويين الذين يشكلون 12 في المئة من سوريا، وعدد سكانها قبل 2011 نحو 24 مليون نسمة، وأن يقطع بيان الهوية "الحبل السري" بين العلويين ونظام الأسد.
وختم أحد الموقعين على الوثيقة قوله "إن العلويين كانوا موجودين قبل نظام الأسد وسيبقون بعده".
"بي بي سي" نقلت أيضاً إثناء دبلوماسي غربي (لم تسمه)، على وثيقة "العلويين" التي وصفها بأنها "مهمة"، كونها "صادرة عن علويين من داخل سوريا، وأن مثل هذا الموقف لم يصدر عنهم منذ 1949 و1971، مفسراً "الوثيقة" بأنها إعلان "الطائفة العلوية" نأيها عن إيران والنظام السوري، وعائلة بشار الأسد".
اللافت في توقيت وثيقة "زعماء الطائفة العلوية في سوريا" التي تتزامن مع تسريبات حول اتفاق "أمريكي – روسي" ينص على ابعاد بشار الأسد إلى "دولة ثالثة"، مضافة إلى ابداء الأخير استعداده وللمرة الأولى استعداده لتنظيم انتخابات رئاسية في سوريا.
ومنذ مطلع العام 2011 خرج الشعب السوري في ثورة لاسقاط "العلوية السياسية" التي تسيطر على مقاليد الحكم في سوريا قبل أربعون عاماً، والتي كرست الأبدية في حكمها وأقصت جميع الطوائف في البلاد، حيث جنت السلطة والمقدرات الاقتصادية واستولت على المؤسسات العسكرية والأمنية، ورغم زعم أحد الموقعين على الوثيقة بأن "العلويين يقتلون بسبب عقيدتهم"، فإن نظرة واحدة إلى الدمار في ريف دمشق وحلب وحمص وحماه وإدلب والرقة ودرعا، كافية للإضاءة على "المحرقة السنية" التي خلفت نحو 500 ألف شهيد ومئات الآلاف من المعتقلين والمفقودين وملايين اللاجئين والنازحين.
كما يشار إلى أن القادة العسكريين في قوات الأسد والفروع الأمنية ينتمون في معظمهم إلى الطائفة العلوية، وقد ظهر مفتي الطائفة العلوية "بدر غزال " ( الصور في الأسفل) إلى جانب "علي كيالي" المعروف بـ "معراج أورال" زعيم ميليشيا "المقاومة السورية لتحرير لواء اسكندرون"، الذي تبنت حركة "أحرار الشام" الإسلامية قتله قبل أيام، ليبارك المجزرة التي ارتكبت بحق المئات من أهالي بلدة "البيضا" التابعة لمدينة بانياس بريف اللاذقية في مطلع شهر أيار من عام 2013، ، حيث تم إعدام حوالي 313 مدني بينهم أطفال و نساء ذبحاً بالسكاكين و حرقاً و إعداماً بالرصاص، و تعتبر هذه المجزرة من أكبر المجازر الطائفية التي نفذها نظام الأسد بهدف التطهير العرقي في سوريا.
التعليقات (16)