الفدرالية الجديدة... مولود مشوّه لزواج غير شرعي

الفدرالية الجديدة... مولود مشوّه لزواج غير شرعي
لو قضيت بالحق الثابت، لنلت سخط كل أولئك الذين حكمت ضدهم...

ولو نطقت بالحقيقة المجردة، لغضب منك أولئك الذين يطلبّلون للافتراءات...

ولو امتدحت العيش بالنور، فسوف يلعنك أولئك الذين يجيدون العيش في الظلام...

ولو قلت: السمراوات أجمل، لهاجمتك كل شقراوات الأرض!

ليس جديداً القول أن (إرضاء الناس غاية لا تدرك) نحن البشر لم يرضنا (كلنا) إله في السماء ولا مخلوق على الأرض، وعلى مر الأزمنة...

الحل يا سادة؟

أن ترضي خالقك أولاً، ثم ضميرك -إن كان حياً- وتتمسك بحبال الحق والحقيقة...

أن تكون منصفاً وتتلمس مكامن الصواب وتحاول التجرد من المصالح الذاتية والنظرة الأحادية...

سورية...

وعلى مر التاريخ كانت دوماً موطناً لكل السوريين؛ العرب وغير العرب، المسلمون والمسيحيون والدروز والاسماعيليون والمراشدة والعلويون... وقائمة طويلة من الأعراق والإثنيات والطوائف والمذاهب والملل.

كان الجميع يعيشون بتواد وتراحم وانسجام كامل وكأنهم أفراد عائلة واحدة...

ليس في عهد آل الأسد وحسب، كما يحاول أن يصور البعض من أعداء الثورة ومريدي العائلة التي دمرت -أو كادت- سورية بكل ما فيها وكل ما عليها، وإنما كان ذلك لمئات السنين التي خلت، وقد لا نبالغ إن قلنا آلاف السنين...

سورية واحدة موحدة كانت وستبقى؛ التاريخ يقول ذلك؛ والواقع يؤكد ذلك؛ والمصير المشترك يحتم ذلك...

أن تأتي شرذمة(كرد وعرب) متسللة في الظلام ومتعلقة بأذناب الذئاب التي تحيط بسورية وتتكالب عليها وتتناوب في نهش وحدتها ولحمتها الفطرية التي طالما تغنى بها السوريون؛ ذلك لن يغير من مجرى التاريخ وإن انحرف به قليلاً...

هم شراذم وشذاذ آفاق ومارقين ومتسولي مجد مزعوم خالوه هناك، في تمزيق جسد نبتوا منه، وتفتيت وحدة بلاد نعموا بخيرها وعاشوا آمنين حيناً من الدهر...

الأكراد: أخوة لنا وما زالوا؛ لهم حقوق ثابتة وواضحة وساطعة كسطوع الشمس؛ لهم تاريخ مجيد ومشترك يجمعنا بهم في كل حقب التاريخ التي خلت؛ نالهم من الظلم والحيف ما نالنا نحن العرب؛ وكل من عاش بأرض سورية حتى...

ونعموا بالخير ورغد العيش ما نعمنا به...

الأكراد: أصدقاء وأحبة وزملاء كانوا وما زالوا وسيبقون...

حقهم أن يتغنوا بأمجادهم؛ ويكتبوا بلغتهم؛ ويرددوا أناشيدهم وأهازيجهم التي تعبق برائحة تاريخهم العطر النظيف؛ تاريخ أجدادهم الذين ساهموا في صنع الحضارة الإسلامية والعربية فكانوا شطراً منها؛ عندما نذكر الأكراد تستحضر الذاكرة الآلاف من السوريين الأكراد من رؤساء وزعماء وقادة وأدباء وشعراء ورياضيين وفنانين وإعلاميين...

هل ما شهدنا تواً في شمال سورية ينسجم وكل ذلك؟

هل يعتقد عاقل أن تجمعاً مدعوماً من أعداء سورية الأم هو الخيار الأمثل للخروج بالقضية الكوردية من عنق الزجاجة؟

وإن إنحاز لهم من يزعمون أنهم (عرب) ويمثلون العروبة للإيحاء بأن هذه (الفيدرالية) ليست كردية ولا طائفية ولا عرقية؛ إنما هي كيان يضم بشر مسالمون متحابون متآلفون من كل المشارب!

كذب... ليس ذاك ما حصل!

هل يعتقدون أن كياناً مبتوراً كهذا سيكون قادراً على الحياة؟

وإن ظنوا أنهم قد طعموا خليطهم المتخالف هذا بممثلين عن أعراق وأديان مختلفة؛ أرادوا إضافة التوابل إلى المزيج فزاده ذلك نتانة وغدا آسناً...

بعد حين ستتقطع بهم السبل ويتنافرون ويتخلى عنهم داعموهم فيتقاتلون حتى يفني بعضهم بعضاً؛ وستضيق بهم فجاج الأرض، فأين المفر؟

سورية لن تكون (كونفدرالية) ولا حتى (فدرالية) ولا شيء آخر سوى (سورية)

التعليقات (6)

    عادل

    ·منذ 8 سنوات شهر
    نعم سورية لن تكون إلا سورية, لا فض فوك.

    أحمد العنزي

    ·منذ 8 سنوات شهر
    إرضاء الخالق حل لكل شئ

    ابن سوريا

    ·منذ 8 سنوات شهر
    ولله كلامك في غاية الابداع استاذ جمعةكثر الله من امثالك وجزاك الله كل خير ووفقك

    أبو فايز

    ·منذ 8 سنوات شهر
    لافض فوك يابو خالد طرح رائع وراقي من فكر راقي الله يحفظك

    البحر

    ·منذ 8 سنوات شهر
    جمال سورية ونهضتها الحضارية عبر التاريخ قامت على تعدد الاعراق والحضارات كلوحة فسيفساء رائعة أو كألوان الطيف تجمعت في لونٍ ابيض وستزداد جمالاً رغم المسوِّدين .

    حسام النزال

    ·منذ 8 سنوات شهر
    صدقت استاذ جمعة بارك الله بك
6

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات