أسبوع الثورة.. تعرّف على انتهاكات النظام بحق الفنانين السوريين

لم يسلم أحد من إجرام نظام الأسد، ولم يشفع  عمل الممثلين السوريين  وفنهم في درء انتهاكاته، فما إن ساندوا الثورة السورية بكلمة سارع النظام بالتفنن بمصادرة رأيهم وكتم حرياتهم، فقام بنفي من لم يشاطره الظلم إلى خارج سوريا، و اعتقل وعذب من صمم  منهم على البقاء، كما  وصل به الأمر إلى فصلهم من قائمة الفنانين ومصادرة ممتلكاتهم.

400 فنان ومثقف سوري وجهوا نداء إنساني لفك الحصار عن درعا

بدأت القصة عندما نظم نحو 400 فنان ومثقف سوري في اليوم الخامس للحصار العسكريِّ على درعا 29 /4/ 2011 نداءً عاجلاً إِلى النظام من أَجل فك الحصار عن أَطفال المدينة، وعُرِف لاحقاً بـ"بيان الحليب"، ولاقى البيان الإنساني استفزازاً من قبل  النظام وإعلامه، وشنَّ حملةَ تخوينٍ ضدَّهم، منهم المخرج هشام شربتجي الذي وصفَ النداءَ بأَنَّه "خيانةٌ، ولا يختلفُ عن الرصاص"، وقال إِنَّ الفنانين الموقِّعين عليه "شرذمةٌ وحُثالة"، والمتظاهرين "غوغاءُ يجب التخلُّصُ منهم برشِّهم مثل الصراصير".

وكان من ضمن الموقعين عدد كبير من الفنانين، من بينهم ريما فليحان، ومنى واصف، ويارا صبري، وماهر صليبي وكندة علوش وغيرهم، ووصل عدد الموقعين عليه حينها من جميع الفئات والتوجهات السياسية إلى ما لا يقل عن 1200 موقّع، وقوبل البيان  بالعنف والقسوة من قبل النظام، وبدأ حملة أمنية واسعة شملت اعتقالات وطرد من الوظائف، وضرب لبعض الموقعين على البيان.

مظاهرة المثقفين

أما العلامة الأبرز لمشاركة الفنانين في الثورة فكانت في مظاهرة سميت بـ"بمظاهرة المثقفين" بتاريخ 13/7/  2011، للمطالبة بالإفراج الفوري عن المعتلقين، وقبل أن تنطلق  المظاهرة بدقائق من حي الميدان أمام جامع "الحسن" في دمشق، تم اعتقال 19 فنانًا ومثقفًا، من ضمنهم مي سكاف، والأخوان ملص، والكاتبة ريما فليحان، والكاتبة يم مشهدي، والصحافي إياد شربجي وغيرهم، ثم أُفرج عنهم بعد 4 أيام، و المخرج السينمائي باسل شحادة.

وكانت التظاهرة قد خرجت من حي الميدان في العاصمة دمشق، بعد دعوة من نشاط وحقوقيين وصحفيين لها، من أجل المطالبة بمحاسبة من أهدر دماء الشعب السوري، والإفراج الفوري عن المعتلقين، ولكن ما حدث هو أن   تدخلت قوات أمن النظام وضمت عشرات الفنانين إلى إلى جانب مئات المعتقلين.

الزج بهم في أقبية النظام

وفي أقبية النظام  تم توثيق57 حالة اعتقال لفنانين، 50 منها  ما زال 9 منهم قيد الاعتقال، وكان من بين اللذين اعتقلوا  الممثلة مي سكاف، ونضال حسن، ويم مشهدي، وريما فليحان، وباسل شحادة، وساشا أيوب، ودانا بقدونس، وإياد العبد الله، وغيفارا نمر، والأخوان محمد وأحمد ملص، وإياد شربتجي، سارة الطويل، فادي زيدان وفؤاد حميرة، محمد أوسو، خالد تاجا، والمخرج نبيل المالح.

وفي شهر آب 2012 اعتُقل الفنان زكي كورديلو وابنه (مهيار)  وقريبه عادل برازي وصديقه اسماعيل حمودة، بعد مداهمة منزل كورديلو الواقع في منطقة دمر (غرب دمشق) واعتقال جميع من كان فيه، ومصادرة حواسيبهم المحمولة، كما اعتُقل في بداية العام نفسه الكاتب الدرامي المعروف عدنان زراعي، وتعرّض لتعذيب شديد وفق شهادة معتقلين كانوا معه ومازالوا مغيبين حتى الآن.

ومن بين الفنانين الذين طالهم الاعتقال أيضاً الفنانة ليلى المعارضة ليلى عوض وذلك بعد ان خرجت من سورية لتخوفها من الاعتقال، لكن وردت أنباء أن  دريد لحام هو من أقنعها واستدرجها للعودة لسورية ليتم اعتقالها على الحدود السورية اللبنانية.

قتل الفنانين

وعلى يد قوات النظام قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 22 فناناً سورياً قُتلوا منذ انطلاق الثورة السورية، 4 منهم قضوا تحت  التعذيب في مراكز الاحتجاز منهم محمد أكرم رسلان، ومحمد رشيد رويلي.

وفي المعتقل، تمت تصفية الكاتب والمترجم محمد نمر المدني، الذي قيل إنه كان يعمل لصالح قناة "فرانس 24"، وآخرهم الصحفية شذا المداد، كما لقي الكاتب والأديب محمد رشيد رويلي حتفه تحت التعذيب في 22  تشرين الثاني 2012 بمدينة دير الزور

مصادرة أملاكهم

و استمراراً لسياسة القمع و الإرهاب  أصدر النظام في بداية عام  2014، مذكرة  أعلنها القائمون على محكمة القضاء المختص بدمشق تقضي بـ"مصادرة أملاك" بحق فنانين سوريين معروفين منهم الفنانة أصالة نصري، وفارس الحلو ويارا صبري وكندا علوش وعبد الحكيم قطيفان وجمال سليمان.

نفي خارج البلاد

ولم تقتصر ممارسات النظام من قتل و اعتقال و مصادرة أملاك، و امتدت إلى تهديدهم و إجبارهم على الفرار و مفادرة البلاد، حيث غادر عدد كبير من الفنانين  بعد تلقيهم تهديدات بالقتل أو الاعتقال، ومنهم: جمال سليمان، يارا صبري، عبد الحكيم قطيفان، المخرج هيثم حقي، فارس الحلو، كندة علوش، مكسيم خليل، جهاد عبدو وغيرهم.