المقاتلة التابعة لنظام الأسد أسقطت في ريف حماة، وتوالت بعد ذلك التكهنات عن كيفية إسقاطها، إذ بثت حركة أحرار الشام مقطع فيديو، يظهر استهداف عناصرها للمقاتلة بمضاد أرضي "دوشكا"، وهذا ما تناولته تالياً وسائل الإعلام، قبل أن تزعم رويترز وجود تقارير متضاربة عما إذا كان إسقاط الطائرة قد تم بصاروخ أو بالأسلحة المضادة، ثم تنقل عن جيش النصر الفاعل في ريف حماة قوله إنه أسقط الطائرة بأسلحة مضادة للطائرات، دون تحديد نوعها.
الحبكة الروسية
بعد نشر وكالة أنباء النظام خبر الطائرة دون تفاصيل، تولت وكالة أنترفاكس الروسية مهمة نشر تفاصيل العملية إذ نقلت عن وزارة الدفاع الروسية تأكيدها أن إسقاط المقاتلة التي كانت تقوم "بجولة استطلاعية"، تم باستخدام صواريخ محمولة على الكتف، ليبدأ الحديث في وسائل إعلام تابعة للنظام عن إدخال بعض الدول دون تسميتها لصواريخ مضادة للطيران، في مسعى لتخريب جولة المفاوضات وتقويض اتفاق الهدنة (حسب توصيف تلك الوسائل)، كما بدأت بعضها الترويج لحديث وصول عن صواريخ ليبية ليد تنظيم الدولة، وهذا عرض ليس ببريء، لأنه تزامن بشكل لافت مع الادعاء الروسي الذي نشرته وزارة الدفاع بأن صواريخ مضادة للطيارة كانت سبب إسقاط المقاتلة.
الحر ينفي
يبدو أن فصائل الثوار فهموا اللعبة، وهذا ما دفعهم إلى المسارعة بنفي ما جاء في تقرير وزارة الدفاع الروسية بأن إسقاط الطائرة تم بصواريخ حرارية، محمولة على الكتف، ونقلت رويترز في هذا الصدد شهادات من ثلاثة فصائل أكدوا أن الطائرة أسقطت بمدفع مضاد للطائرات، وقال فارس البيوش أحد قادة الجيش الحر في حماة "إن البيان الروسي ربما يهدف لإلقاء التهم على بعض الدول بتزويد المعارضة بصواريخ مضادة للطائرات".
من هي الدول التي مدت المعارضة بالصواريخ؟
لم تنته الحبكة الروسية عند الترويج لهذه الأخبار، ولا عند إصدار وزارة الدفاع بيانا رسميا يفترض امتلاك الثوار لمضادات طائرات بل شن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هجوما مفاجئا على تركيا خلال حديثة لقناة "رين تي في" الروسية، وقال لافروف إن تركيا تقوم بـ"هجمة زاحفة" على سوريا وأن لدى موسكو أدلة على وجود قوات تركية فاعلة على الأراضي السورية.
فهل يمكن أن وضع هذه المعطيات المتزامنة في إطار سعي روسي لتوريط تركيا بأنها مدت الفصائل بصواريخ مضادة للطائرات، أو أنها هي من أسقطت المقاتلة من خلال قواتها المتواجدة على الأرض السورية حسب ما قال سيرغي لافروف؟
التعليقات (1)