تحت "سقف الوطن".. الموظف يموت جوعاً

تحت "سقف الوطن".. الموظف يموت جوعاً
في ظل انخفاض قيمة الليرة السورية أمام تواصل ارتفاع الدولار، خرجت معظم السلع والمواد الغذائية عن متناول السوريين، ليصبح عدد كبير منهم غير قادر على تأمين لقمة العيش، ولاسيما بعد الغلاء الذي طال كل شيء ماعدا رواتب موظفي النظام، بينما انعكس ذلك إيجاباً على العاملين في المنظمات والمؤسسات الدولية داخل سوريا.

الموظف لدى النظام يتقاضى 86 دولاراً أمركياً.

منذ بداية انخفاض الليرة السورية أما الدولار لم يطرأ أي تحسن ملحوظ على مرتبات الموظفين، وبقيت على حالها، حيث لا يتجاوز الراتب الشهري لموظف الدرجة الأولى 35 ألف ليرة أي ما يعادل 86 دولاراً أمريكياً، في حين كانت مبلغ الـ35 ألف ليرة يعادل 700دولار أمريكي.

وأفاد "المركز السوري لبحوث السياسات"، وهو غير حكومي تستند إلى أبحاثه الأمم المتحدة، في تقرير له صدر في أيار 2014، بأن 75% من السوريين أصبحوا من الفقراء، وأكثر من نصف السكان يعيشون في فقر شديد، ويقدر البنك الدولي خط الفقر العالمي بـ 1.9 دولار أمريكي للشخص في اليوم الواحد، ما يعني أن أي أسرة سورية تضم شخصين ومرتب معيلها يبلغ 86 دولاراً تعيش تحت خط الفقر بحسب ما أوردت صحيفة "الحياة".

بالمقابل انعكس تدهور سعر صرف الليرة السورية أمام العملات الصعبة إيجاباً على الموظفين المحليين العاملين لدى بعثات المنظمات الدولية في سورية، والصحافيين المراسلين المعتمدين في سورية لوسائل إعلام اجنبية، باعتبار أن هؤلاء يتقاضون مرتباتهم بالدولار الاميركي.

ويتقاضى موظفون محليون لدى بعثات المنظمات الدولية في سورية بين 1000 إلى 2000 دولار أميركي شهرياً، بينما تفوق مرتبات مديري مكاتب وسائل الإعلام الاجنبية المعتمدة في سورية الـ4 آلاف دولار، فيما يصل مرتب المراسل في تلك المكاتب إلى أكثر من 2000 دولار.

الاستغناء عن العديد من المواد الأساسية

وفي ذات السياق دفع الارتفاع الكبير لسعر الدولار و انخفاض قيمة الليرة السورية بالعديد من الأسر إلى الاستغناء عن العديد من المواد الأساسية مثل الحليب الذي وصل سعر الكيلو الواحد منه إلى 185 ليرة سورية و البيض الذي تجاوز قيمة الصحن 1000 ليرة سورية، كما انتشر مرض سوء التغذية بين الكثير من السورين وخاصة الاطفال.

وسجلت أسعار الخضروات في دمشق ارتفاعاً جديداً، مع وصول سعر كيلو الخيار إلى 400 ليرة سورية، وكيلو الليمون إلى 310 ليرة، وكيلو التفاح إلى 250 ليرة، وارتفع سعر كيلو لحم العجل "الهبرة" إلى 3200 ليرة سورية، وشرحات الدجاج إلى 1250 ليرة سورية.

وبذلك تكون معظم العوائل السورية من ذوي الدخل المحدود باتت من ذوي الدخل المعدوم، وفقدت قدرتها على شراء السلع الغذائية الأولية و بالتالي أصيب معظم السوريين بمرض سوء تغذية و رجيم قسري نتيجة ذلك.

يشار إلى أن سعر صرف الدولار الأمريكي بلغ أمس 432 ليرة للدولار الواحد بعدما كان 370 ليرة قبل أيام و46 ليرة في العام 2011، فيما تواصل أسعار المواد الغذائية  ارتفاعها. وفي ذات السياق شهد اقتصاد النظام عام 2015 انهيارات بالجملة، حيث فقدت الليرة السورية 85% من قيمتها أمام الدولار الأمريكي.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات