معركة مطار منّغ .. تختبر جديّة التحرك التركي

وجه قائد الفرقة الشمالية في الجيش الحر، المقدم فارس بيوش إنتقادات لاذعة لجيش الثوار " المكون العربي في قوات سوريا الديمقراطية" بعد سيطرته على مطار منغ العسكري في ريف حلب الشمالي .  واعتبر البيوش أن جيش الثوار " اختار خندق أعداء الثورة السورية" وقال في تصريح لأورينت نت :" أعطينا جيش الثوار الفرصة تلو الفرصة وكان بإمكانه أن ينتقل للقتال على جبهات النظام أو داعش كما كان يدعي، لكنه نقض كل الإتفاقات التي تعهد بها لغرفة عمليات الشمال". 

ووصف "البيوش" الوضع العسكري في شمال حلب بالسيء للغاية ، وأشار الى أن " طوق النجاة الأخير هو جسم عسكري موعد للثورة السورية ، وهذا ما يرفضه الكثير من القادة ، كي يبقوا على زعماء فصائل حتى لو خسرنا كل المناطق المحررة ". 

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية سيطرتها على مطار منغ العسكري وبلدة منغ المجاورة للمطار بعد اشتباكات مع فصائل الجيش الحر في البلدة . وترافق التقدم بالسيطرة على قرية كفر انطون المحاذية إلى مطار منغ من جهة الجنوب . وتكمن الأهمية الاستراتيجية لمطار منغ أنه يقع في قلب ريف حلب الشمالي على الطريق الدولي الواصل بين حلب واعزاز . 

في المقابل ، نفى قائد جيش الثوار"أبوعلي برد" محاولة التقدم إلى مستشفى اعزاز،  وووصف ذلك بأنه " مجرد أكاذيب وإشاعات ، يطلقها بعض قادة الفصائل للتغطية على هزيمتهم أمام النظام " . وأضاف برد في  لأورينت نت: " ليس لنا أي نية بالاقتراب من اعزاز فهي تحوي مئات آلاف النازحين ، هدفنا "، فقط التوجه إلى جبهات القتال مع داعش، على حد قوله.

من جهته اتهم رئيس المكتب السياسي في الجبهة الشامية"عبد الله عثمان " جيش الثوار في حديثه مع "أورينت  نت" بأنه " غدر بالثوار عدة مرات ، ونكص بكل الاتفاقات بينه وبين ثوار ريف حلب الشمالي ".

وكان الجيش الحر وقع اتفاقاً في 22 كانون الثاني مع جيش الثوار، ونص الاتفاق على وقف اطلاق النار بين الطرفين وإطلاق سراح المعتقلين بين الطرفين ودخول جيش الثوار لجبهات داعس بالريف الشمالي . لكن الاتفاق لم يصمد ،واتهم الجيش الحر جيش الثوار بمحاولات السيطرة على عدة قرى بعد الاتفاق . 

وسيطرت فصائل الثوار على مطار منغ العسكري في صيف عام 2013 بعد حصار قارب السنة ، ويعدُّ مطار منغ واحداً من أقدم المطارات العسكرية في سوريا، وقد أحدثه البريطانيون فترة الحرب العالمية الثانية وهو أحد المطارات التدريبة الأربعة " كويرس  – النيرب – جب الجراح  - منغ " التي تتبع للكلية الجوية الواقعة في مطار كويرس وكان مخصص للطائرات المروحية الزراعية والحوامات،  والجديربالذكر، أن المطار كان يحتوي سربين من الطائرات الحوامة المعطلة لحظة سيطرة الثوار على المطار .

وتأتي خسارة مطار منغ ثقيلة على فصائل الجيش الحر، خصوصاً أنها أتت بعد تقدم سيطرة قوات سوريا الديمقراطية لعدة بلدات وقرى أهمها  دير جمال. وتقدم قواتها شرقاً على طول الطريق الواصل بين حلب واعزاز. ويدعي جيش الثوار أن كتائب محلية في المناطق التي جرت فيها عمليات التقدم هي من أعلنت انضمامها لجيش الثوار " المكون العربي في قوات سوريا الديمقراطية"، وأن الفصائل خشيت من أن تقع بين سندان النظام والميليشيات الشيعية المقاتلة معه وبين مطرقة داعش . وتبرر بعض الفصائل المحلية عملية الانضمام لجيش الثوار أنه " يحيد بلداتهم من القصف الروس ، كما حدث في دير جمال .

كل هذه التعقيدات ، وفي ظل تفرقة  فصائل الجيش الحر في ريف حلب الشمالي يعتبر مؤشراً بالغ السوء ، وسيكون الخاسر الوحيد فيه هو الجيش الحر ومئات الآلاف من المدنيين النازحين على الشريط الحدودي .

وتثير سيطرة  قوات سوريا الديمقراطية مخاوف تركيا ، والتي تعتبر أن وجود حزب " ارهابي" على حدودها الجنوبية أمر غير مسموح . ولعل القصف المدفعي التركي على المناطق التي تقدمت بها قوات سوريا في ريف حلب الشمالي . بداية تحرك عسكري تقوده تركيا والسعودية .