الحرب الإقليمية على الأبواب.. لكن البداية ليست من حلب!

الحرب الإقليمية على الأبواب.. لكن البداية ليست من حلب!
تشير المعطيات والمعلومات اليومية الواردة من ريف حلب الشمالي وحلب المدينة عن حركة نزوح لا مثيل لها مع اقتراب النظام وحلفائه من حصار عاصمة الاقتصاد السوري "حلب" أو ما تبقى منها!

الآلاف، بل عشرات الآلاف هاموا على وجههم هرباً من "فتوحات" جيشهم العربي السوري الذي بات فك الحصار عن نبل والزهراء أهم لديه من مواقع أخرى، تلبية لمطالب "الدونر- donor" الإيراني والميليشاوي في لبنان "حزب الله"، وتنفيذاً لتوجيهات "القيادة الحكيمة" في موسكو التي تريد ما يدخل "البهجة" و"السرور" و"الحبور" على قلب المكتئب القيصر بوتين بالسيطرة على مدينة حلب والنكاية بالأتراك الذين تجرؤوا على إسقاط الطائرة الروسية.

تبدو سورية مقبلة على صدام عسكري قريب مع إعلان المملكة العربية السعودية استعدادها للمشاركة برياً في الحرب على ما يسمى "داعش" وإرسال قواتها ضمن إطار "قانوني" كما سمته مصادر إعلامية قريبة من الرياض، وهو التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، كما سربت تلك المصادر أن رئيس الحكومة التركية داود أوغلو اصطحب معه رئيس أركان الجيش التركي إلى الرياض في آخر زيارة له لتنسيق غرفة العمليات المشتركة التي ربما تشارك فيها قوات بحرينية وسودانية ومصرية وأردنية، وحتى ماليزية وإندونيسية ومغاربية كما تقول المصادر السعودية.

واقع حلب لا يسر أحداً كما هو معلوم، والنزوج الجماعي الذي دق أبواب الحدود التركية استنفر العالم ولا سيما أوروبا الخائفة من موجهة هجرة جديدة قد تصل شواطئها وهي لم تستوعب بعد الموجات السابقة، فيما رحبت الولايات المتحدة بالخطوة السعودية ووعدت بدراستها.

الروس ومعهم حلفائهم من الإيرانيين ونظام الأسد وبقية الميليشيات الطائفية سوف يسرعون تحركاتهم ويكثفون قصفهم خلال الساعات المقبلة أملاً في إحراز المزيد من المكاسب على الأرض بعد أن وئد جنيف3 قبل أن يرى النور، وهم يرون أن خطوة السيطرة على حلب كفيلة في تقوية موقفهم من أي مفاوضات مقبلة وفرض مفاوضيهم المرضي عنهم مستقبلاً لا سيما مع وجود قرار أمريكي روسي في اعتماد ما يسمى "قوات سورية الديمقراطية" حليفاً في محاربة داعش وتحويله مستقبلاً بعد ضمان تحالفه مع نظام الأسد إلى ما يسمى "جيش سورية الديمقراطي".

بالمقابل، قد يحسم النزوج الجماعي الجديد التردد التركي في التدخل عسكرياً لصالح المعارضة واستعمال ذات الذريعة "محاربة داعش" لمواجهة التمدد الروسي والإيراني في سورية، يرافقهم في ذلك الرغبة السعودية المتعاظمة في مواجهة إيران وتعطيل أجنحتها ونفوذها في سورية.

هو صراع نفوذ إقليمي سوف تشهده سورية على حساب الدم السوري وأمن مواطنيها المشردين في العراء في انتظار قرار بداية المعركة، فالتدخل العسكري التركي السعودي بغطاء التحالف الدولي أو الإسلامي، لا فرق، سيدشن حقبة جديدة من المعارك في سورية، ولم يعد السؤال عن إمكانية ذلك بقدر ما عاد السؤال عن توقيته المرجح أن يتم الشهر المقبل في مارس/ آذار مع دخول فصل الربيع وتحسن الأحوال الجوية، وبالطبع سوف تزدحم سماء سورية مجدداً بالطلعات الجوية لكل فريق مشارك في الحرب على داعش لحماية قواته البرية أو قوات حلفائه، ما يعني اشتباكاً ومواجهة حتمية بين جميع الأطراف.

واقع الحال أن موسكو لم تتدخل في سورية وتدعم الأسد وتنشر صواريخ الاس 400 التي كانت مطلب نظام الأسد خاصة، حفاظاً على مصالحها فحسب أو احتواءاً للتمدد الإيراني في سورية والذي غدر بموسكو مع توقيع الاتفاق النووي وتحالفه مع الغرب على حساب بقاء العداء لموسكو وحدها في مواجهة واشنطن وبقية المعسكر الغربي، بل جاء بناء على طلب الأسد لضمان ما سرب من وعود إسرائيلية لإنقاذه في حال تدخلت في الجولان وشنت حرباً إعلامية "وشيكة" لضمان تثبيت الأسد وإخراجه بمظهر البطل، فكان شرط الأسد دخول روسيا إلى سورية لضمان عدم غدر الحلفاء به أو إسقاطه فعلياً.

كل الأنظار تتجه الآن إلى حلب والشمال بانتظار التدخل التركي السعودي المرتقب، لكن حالة التعتيم على الأحداث بالتعمية عليها، وهو تعتيم متعمد، سيقودنا إلى الخطوة الأخيرة التي سوف يقوم بها نظام الأسد عبر وكيله وحليفه حزب الله اللبناني وهو افتعال حرب مع إسرائيل لمنع إنشاء المنطقة الآمنة في شمال سورية من قبل الأتراك، وإرباك الجيوش العربية التي تنوي التدخل في سورية، باندلاع حرب إقليمية بين نظام الأسد وإسرائيل، سوف تكون الغلبة فيها إعلامياً لنظام الأسد، والضامن لعدم خروج الاتفاق عن مساره سيكون الروس وصواريخهم المنشورة في كل مكان الآن.

الربيع المقبل على الأبواب.. قد يكون ما تقدم غير معقول التصديق بالنسبة للكثيرين، لكن حاجة الأسد سياسياً لمبرر لبقائه واستمراره تفوق الميدان العسكري وحسمه، ولن يكون ذلك إلا باللجوء إلى الحليف التقليدي "إسرائيل" وبذلك يتم إرباك تركيا والسعودية وحلفائهما، رغم أنهم في نهاية المطاف لن يتوانوا عن الدخول إلى الشمال السوري وفرض منطقة آمنة او عازلة بعد أن ملّ الحلف السعودي التركي سماع الوعود الأمريكية للتدخل والتحرك... وما على السوريين، مع الأسف، إلا التفرج على رحى الحرب الإقليمية المقبلة، ومتابعة أخبارها وتطوراتها، رغم كون معظمها إعلامي في تفاصيله، وانتظار ما ستؤول إليه من نتائج ربما تكون كارثية على ثورتهم التي خرجت تنشد الحرية فحسب قبل نحو خمس سنوات!

التعليقات (4)

    عبد

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    السعودية وتركيا لن تحاربا النظام بل داعش والنصرة كفا احلاما

    kk

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    هناك مايقال ويكتب على سيارات التكسي والهوندايات والبيك اب على العموم خوفا من الحسد .. من السائقين الدراويش او الشبيحة النبيحة .. اللهم ارزقهم اضعاف مايتمنون لي .. برأيي لا يلزم هذا الدعاء على دول الخليج .. من السعودية وجر ..والأتراك .. لان بطئهم الشديد او عدم الاكتراث بالواقع والدم السوري سيستعجل القضاء علينا وعليهم وفي اقرب مما يتصورون .. وللعلم حاطين اديهم ورجليهم بمي باردة ولسا عم يعملو مناورات طيب يعملو المناورات على الواقع مو احسن من كب المصاري عالارض .. بالنهاية لا احد على راسه ريشة

    ابوالعبد

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    حرب إقليمية

    محمد خليفة

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    - في نهاية المقال مايشير إلى أن الحرب .... في الشمال . - لن يفيد الأسد إعلامياً أيًة حرب ( مفبركة ) مع إسرائيل . فقد شاهد المواطن السوري والعربي هذه ( الأفلام ) في الأعوام ٦٧ و ٧٣ و ٨٢ و .... فهمها .
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات