سور بغداد.. جدار فاصل بين العراقيين برعاية إيرانية

دافع حيدر العبادي عن إقامة سور يحيط ببغداد، ما بدا أنه رد على كتلة "اتحاد القوى الوطنية" (السنية) التي اعتبرت الهدف منه اقتطاع أجزاء من الأنبار، وضمها إلى العاصمة وبابل.

ورأت وسائل إعلام في بيان ملتبس أصدره العبادي في ساعة متأخرة ليل أول من أمس أنه رفض لإنشاء السور. لكن الناطق باسم الحكومة سعد الحديثي أكد أمس أن الحكومة مع إقامته. 

ويرى سياسيون ومراقبون، أن "السور والخندق يحملان نوايا طائفية وسياسية في الوقت نفسه، بعيداً عن أهداف حماية بغداد وتحصينها من المخاطر الإرهابية، خصوصاً أن المشروع طُرح بداية من قبل مليشيات الحشد وأحزاب موالية لإيران، أبرزها حزب الدعوة برئاسة نوري المالكي". ويعتبرون أن "البدء بالمشروع في هذا الوقت، في ظلّ حمّى الدعوات الانفصالية للقادة السياسيين، يُرسّخ هذا القلق أكثر فأكثر".

ويذهب برلمانيون إلى القول إن "الحكومة لم تُقدم على الخطوة عندما كانت داعش على بعد بضعة كيلومترات من العاصمة، وهاجمت مطار بغداد الدولي أكثر من مرة. كما أن ما يزيد الشكوك هو تكلفة السور والخندق الباهظة، كونه من المقدّر أن يتجاوز كلفة المشروع أكثر من 30 مليون دولار، في وقت يمر فيه العراق بأزمة مالية قاسية، اضطرته إلى عرض بيع أملاك عامة للدولة كالقصور الرئاسية والمباني التجارية المملوكة له ومنتجعات سياحية عامة".

واتسمت أغلب ردود الفعل الصادرة برفض المشروع والدعوة إلى إيقافه وإطلاق عبارة "جدار العزل الطائفي" عليه. ووفقاً لوزير عراقي بارز في حكومة العبادي، فإن رئيس الوزراء كان قد تعرّض لضغوط أميركية كبيرة خلال الأيام الماضية، فضلاً عن اعتراضات سياسية وشعبية من الداخل، دفعته إلى إصدار بيان عند منتصف ليل السبت الأحد، حول السور، ليؤكد أن "بغداد للجميع، ولا يمكن لسور أن يغلقها، ويجب أن يتم تعزيز الأمن ونقاط التفتيش وسدّ الثغرات، بدلاً عن السور"، قبل أن يعود ليتراجع عن تصريحاته أمس الأحد.

وبحسب صحيفة العربي الجديد فإن "مخططات السور كما وصلت لرئيس الوزراء مرعبة، وتحمل بصمات طائفية". ويكشف أنه "تمّت المباشرة بإنشائه واقتطاع جزء من محافظة الأنبار غرباً، وجزء من صلاح الدين شمالاً، وضمّها لحدود بغداد الإدارية".

ويردف أن "السور يرتفع 3 أمتار، تعلوه أسلاك شائكة، وتحته خندق بعرض 3 أمتار وعمق مترين، وفي مناطق يصل إلى عرض 4 أمتار. ويبدأ غرباً من منطقة الخمس بيوت عند سيطرة الصقور، وهي مناطق تابعة لمحافظة الأنبار، ويلتف شمالاً إلى عقرقوف ثم التاجي والطارمية. وقد تمّ ابتلاع منطقة السدة التابعة لمحافظة صلاح الدين، وفق المخطط، الذي يلتفّ جنوباً إلى الرضوانية، وتمّ اقتطاع جزء من الزيدان والسعدان التابعة للأنبار أيضاً، مروراً بصدر اليوسفية ثم المحمودية واللطيفة. في غضون ذلك، يبدو المشروع في المحور الشرقي رمزياً، لاقتصاره على السور الإسمنتي فقط، من منطقة الحسينة، كما تمّ اقتطاع جزء من مدينة خان بني سعد التابعة لمحافظة ديالى

التعليقات (1)

    السوري

    ·منذ 8 سنوات شهر
    لن تهدأ إيران حتى تعيد أمجاد امبراطوريتها وهي لا تكل ولا تمل متجاهلة الدنيا بأسرها في سبيل تحقيق أهدافها بينما عربنا لازالت الأنانية جاثمة على صدورهم ينتظرون إملاءات ماما امريكا وبابا اوباما ،مع ان الخناق يضيق شيئا فشيئا عليهم ،فمتى ينتصرون لأنفسهم وينقذون ما تبقى من ماء حياءهم؟ انشر يا مشرف
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات