رخصة للقتل.. تاريخ الكرملين في الاغتيالات

 رخصة للقتل.. تاريخ الكرملين في الاغتيالات
لم يخشى الكرملين يوماً من إغتيال معارضيه السياسيين، ففي عام 1940 اغتال عميل سوفيتي  المفكر الماركسي المنشق وزميل لينين في ثورة أوكتوبر ليون تروتسكي في المكسيك بواسطة فأس بأوامر مباشرة من ستالين وفي الخمسينيات سمم عناصر المخابرات الروسية الناشطان القوميان الأوكرانيان ستيبان بانديرا وليف ريبيت في مدينة ميونخ وفي عام 1978 تم إغتيال  إعلامي بلغاري بواسطة طلقة سامة أطلقت عليه بواسطة بندقية على شكل مظلة بينما كان يعبر جسر واترلو في لندن وقد كشفت تحقيقات جديدة أن جهاز الاستخبارات الروسية المعروف بالكي جي بي كان وراء قتله.

بعد مجيء فلاديمير بوتين للسلطة، استمرت الدولة الروسية بالسير على ذات المنهج حيث بدأ عهد بوتين بحمام دم، ففي عام 1999 شن عملاء بوتين حملة تفجيرات في داخل منازل المعارضين حيث تشير دراسات إلى أنه تم التخلص من أكثر من 300 شخص في ثلاث مدن روسية. قامت الحكومة الروسية بإلقاء المسؤولية على عاتق مجموعات شيشانية " إرهابية" خالقة بذلك ذريعة لشن حرب جديدة في الشيشان حيث عملت تلك الحرب على تدعيم صورة بوتين كزعيم صلب وقاس. ولكن منذ البداية وجد المراقبون ثغرات كثيرة في الرواية الرسمية للاحداث.

وقد كان من المؤسف أن يسدد أحد هؤلاء المراقبين ثمناً باهظاً لقاء تحريه عن الحقيقة، ففي عام 2003 توفي الصحفي الاستقصائي يوري شوكوشكين جراء مرض غامض بينما أردي السياسي الليبرالي سيرجي يوشينكوف قتيلاً بطلق ناري. الملفت للأمر أن  كليهما كانا يتحريان عن حقيقة مزاعم أن الأمن الداخلي الروسي المعروف ب "إف إس بي" قام بتنسيق وتنظيم عمليات التفجير من أجل حشد دعم شعبي أكبر لبوتين ولحربه في الشيشان.

في تلك الأثناء لاقى كثير ممن عرفوا أسرار وفساد بوتين أثناء عمله في بلدية سان بطرسبورغ  حتفهم في ظروف مريبة، فقد قتلت المحامية الليبرالية جالينا ستاروفوتيفا بإطلاق نار في شهر نوفمبر من عام 1998 كما قتل عمدة المدينة السابق أناتولي سوبشاك بشكل غير متوقع بعيد أن أصبح نائبه –بوتين- رئيساً‍.

في ملف الإغتيالات الخارجية تم إغتيال القائد الشيشاني "ظليم خان ياندرباييف " في قطر عام 2004 وتم إلقاء القبض على المنفذين اللذين تبين أنهما ضابطان روسيان ثم تم الإفراج عنهما بعد خلاف سياسي مع قطر التي سلمتهما لروسيا حيث عادا إلى هناك واستقبلا استقبال الأبطال.

أخر حلقة في الإغتيالات التي أمر بها بوتين كان إغتيال الكسندر ليفيتنكو الذي تم تسميمه بالإشعاع في شهر نوفمبر من 2006 وقد كشف تحقيق بريطاني نشرت نتائجه الأسبوع الماضي أن ليفيتنكو كان مرتبطاً بالقائد الشيشاني أحمد زاكاييف الذي حاولت روسيا عدة مرات استرداده بالرغم من أن زاكاييف نبذ العنف ودعا إلى تسوية سياسية سلمية للصراع في الشيشان. لكن جريمة ليفتينكو الكبرى لم تكن علاقته بزاكاييف بل كانت الخيانة حسب الكرملين فلقد كان ليفيتنكو ضابطاً سابقاً في جهاز الأمن الروسي واستطاع الهرب إلى بريطانيا والحصول على جنسية بريطانية وقام بعد ذلك بشن حملة ضد بوتين كاشفاً تورطه في حملة التفجيرات التي طالت شخصيات روسية معارضة لبوتين وقام بتأليف عدة كتب تفضح الحلف الذي أنشاه بوتين بين جهاز الأمن الروسي والمافيا الروسية لرعاية الجريمة المنظمة في روسيا وتدعيم حكم بوتين المطلق.

ترجمة وتحرير: القسم الإنكليزي - أورينت نت، عن مجلة "فورين أفيرز".

التعليقات (1)

    القاغدري

    ·منذ 8 سنوات 3 أشهر
    سياتي يوم بوتن قريب لابد للظالم من نهايه
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات