ويأيتكٓ بالأخبارِ مالم تزوّٓدِ...
مرة أخرى تأتينا الأخبار بما لم نتوقع!
مع أننا نتوقع الأكثر سوءً وماحدث أصلاً هو أسوء من الأكثر سوءً وما يحدث دائماً يكون أسوء من كل ذلك!
وضع سياسي مزر وقاتم، والسبب (ظلم الكبار)
وشعب معذب مكلوم كما لم يحدث قبل في أية حقبة مظلمة من التاريخ!
أن يقتل السوريون بالسيف هذا متوقع؛ وأن يقتلوا بغيره؛ كذلك هذا متوقع ...
تتعد الأسباب: رصاص؛ سكاكين؛ قنابل؛ صواريخ أرض أرضً؛ وأرض جو؛ وجو أرض؛ وقنابل إنشطارية؛ وثانية غبية؛ وأخرى متفجرة؛ وعاشرة عنقودية؛ وبراميل موت غير مصنفة في علم الأسلحة وغرق في البحار والأنهار والضراب وبطون الأودية...
وماذا بعد؟
حرق؛ وتقطيع أوصال؛ وهدم؛ وردم؛ ودفن أحياء؛ وليس آخراً الموت جوعاً ...
نعجز عن الحصر؛ ونعتذر للسادة ممن لايعلمون عن مفردات الموت الأسود هذه؛ لكنها شيء مما يعانيه هذا الشعب المنكوب...
هو ليس مشهد من أحد أفلام هيتشكوك الهوليودية بل واقع معاش ومأسأة مستمرة...
وماذا أيضاً ...
أب يبيع الأقلام وطفلته الصغيرة البائسة والجميلة بآن؛ على كتفة في مشهد مؤثر هز وجدان نصف العالم... بيروت
عامل يسقط من علٍ ويلقى حتفه على الفور ... تركيا
شاحنة تغص بجثث أكثر من سبعين سورياً ... النمسا
والفاجعة أن الأخبار توالت حينها عن إن هؤلاء كانوا ميتين أصلاً قبل صعود الشاحنة! وأنه تم استئصال أعضاء منهم؛ أيعقل هذا في أرقى دولة بالعالم تقدماً وحضارة وشفافية!
غرق أطفال ونساء وشيوخ في البحار ...
إمرأة سورية هاربة من الموت تقبل قدم جندي في إحدى التخوم الأورربية...
سوريون يتلفحون العراء على بعد أمتار من أخوانهم بالدم...
صبية بعمر الورود يهيمون على وجوههم يتلمسون لقمة العيش في عالم قاس لا يرحم...
هناك في أقصى شمال المعمورة ... سوريون يلفحهم الصقيع في بلادٍ غريبة غريبة غريبة...
لانريد أن نرسم لوحة قاتمة بقدر مانريد التذكير بنزر يسير من مأساة شعب...
أجمل البحار: تلك التي لم نزرها بعد
أجمل الأطفال: أولئك الذين لم يولدو بعد
أجمل أيامنا: تلك التي لم نعشها بعد
أجمل الكلمات: تلك التي لم أقلها بعد!
ماذا قلت يا ناظم؟"
التعليقات (6)